ألف درجة ، فليكن الغاز الموجود في مركز الشمس ٠٠٠ ، ٧٠ ضعف الحديد ثقلا وصلابة ، والموجود في مركز الشعرى ٠٠٠ ، ٢٨٠ ضعفه ، ثم لدينا مزيد.
أجل : إن هذه السبع شداد كأشد ما يتصور : شداد في البناء كأتقن البناء ، لا تنفطر إلا بمفطّر إلهي ، شداد في الصلابة وإن لم تكن في كل جوانبها ، شداد بأبوابها فلا تفتح إلا بفاتح إلهي : (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً) (٧٨ : ١٩) (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ) (٥٤ : ١١).
سبع شداد نرى من شدة الأولى منها أن علقت فيها بليارات البليارات من قناديل الكواكب ، ودون أن تؤثر في سقفها فتورا وفطورا ، فهي معلقة بعمد لا ترى : (رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) (١٣ : ٢) «فثم عمد ولكن لا ترونها» (١).
نرى سيارات الكواكب في أفلاكها وراقصاتها في مراقصها ، لا تنزلق عن مداراتها .. فيا لها من عمد تدعمها ، ويا لهذا السقف الرفيع المحفوظ من صلابة واستقامة!
إنها سبع شداد ، متينة التكوين ، قوية البناء ، خارقة البنّاء ، بقوة تمنعها من التفكك والانثناء.
(وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ) وبما أن «كم» * تعني كافة سكنة الأرض ، فلزامه كون السبع الشداد أيضا فوق الكل ، وهنا إيحاء لطيف إلى كروية الأرض ومعها السماوات ، فالسماء الدنيا فوق الأرض كلها ، ثم مقتضي طباق السماوات كون الباقيات كمثلها سواء.
(وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) :
شمسنا التي نستضيء بها ونتدفأ ، هي سراجنا الوهاج ، بين الملائين من السرج الوهاجة في المملكة السماوية.
__________________
(١) كما يروى عن الامام محمد بن علي الباقر (ع)