أجل إنها : السماء الدنيا ، لا سماء الدنيا ، إنما السماء الموصوفة بأنها الدنيا : أدنى السماوات السبع إلينا ، وكرتنا الأرضية هي من أصغر كواكب السماء الدنيا إذا فليست السبع عددا دون مفهوم (١) ولا عددا للأجواء السبعة للسيارات السبع (٢) فإنها مع المليارات من المجرات الحاملة للكواكب ، هي كلها في السماء الدنيا ، ثم لا ندري ما هو في الست الباقية.
وإنها شداد ، فالسماء هنا لا تعني الفضاء والجو الخالي ، او بما فيه من كواكب بل هي جو يحمل أجراما غازية ـ خفيفة وثقيلة ـ من النوع الذي خلقت منه الكواكب ،
وكما عرفنا من الآيات في «فصلت»: أن السماوات السبع ـ والكواكب في دنياها ، إنها كلها ـ خلقت من الدخان الأمّ : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً ، قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ. فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (٤١ : ١١ ـ ١٢).
وكما القرآن يوحي أن المملكة السماوية في توسع دائم في بلادها : «الكواكب» * (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (٥١ : ٤٧) : لموسعون بناءها بما فيها من كواكب وأنجم وبروج ، من الدخان الأمّ.
تسمع لفظة الدخان وعلك تظنه غازا رقيقا ، رغم أن اللهيب الذي يستصحب الدخان ليس نوعا واحدا كلهيب الحطب ، فقد يكون لهيب التفجرات الذرية وما فوقها ، يتبعها في الثقل والخفة ، فكل ذرة تتحمل حرارة أكثر ـ دون أن تتجزأ ـ فثقلها أكثر ، فإذ قد نرى أن الحديد يذوب ويتجزأ في
__________________
(١) كما يصر به ويكرره الشيخ الطنطاوي دون تفكير في الآيات المعنية.
(٢) وكما يقوله السيد هبة الدين الشهرستاني في كتابه الهيئة والإسلام ، وتجد البحث الفصل في طيات التفسير عند الأنسب من الآيات فالأنسب ، وهنا آيات تسع تصرح بعدد السبع ولا مبرر في تأويلها إلا الجهل.