طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ. فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (٤١ : ١١ ـ ١٢).
والدخان هو المستصحب للهيّب ، وليس للماء المغلي لهيب ، وإنما هو لما يصعد من احتراقه نار ملتهبة ، من حطب وفحم حجري وبترول .. ومن الذرات وفوق الذرات المتفجرة ، وقد يصل الالتهاب إلى ٧٠ مليون درجة كمركز الشمس الذي لا يبقى فيه أي تركب جسماني إلا ما يحافظ على كيان المادة لحدّ مّا ، ولذلك فإن مركز الشمس لا يحمل إلا الئيدروجينات التي هي أبسط الذرات فيما نعرف.
وهناك غازات لها ٢٨٠ مليون درجة من الحرارة كمركز الشعرى ، وإنها بعيدة عنا ٠٠٠ ، ٥٠٠ أضعاف بعد الشمس ، ولو كانت على بعد الشمس لكانت درجة الحرارة في كوكبنا الأرضي ٤٠ ضعف الآن.
وهناك غازات لم يعرفها العلم حتى الآن ، وكل هذه الحرارات والغازات هي ولائد الغاز (الدخان) الأول ، الناتج عن التفجّر الأول للمادة الأولية ، وهي أم الكائنات.
إنها تفجرت فأولدت دخانا ساطعا إلى الجو العالي ، وأزبدت زبدا ربّتها عندها ، ثم الولد المتخلف الفرار ظل دخانا إلى أن قضاه الله سبع سماوات.
ثم من هذا الدخان خلقت السبع الشداد ، أجواء سبعة متداخلة : (.. الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ..) (٦٧ : ٣) أدناها إلينا سماء الأنجم : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) (٣٧ : ١٠) (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ) (٦٧ : ٥).