باعتبار نزول القرآن ليلة واحدة بداية البعثة ، أو كانت ثلاثة وعشرين ليلة طوال البعثة بالاعتبارين ، لكنها مستمرة بنزول الملائكة والروح ، وعلى حد تعبير الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم : هي إلى يوم القيامة (١).
فهل تتنزل الملائكة والروح من كلّ أمر على بقاع الأرض ، كلا ، إنما على قلب واع ، قلب محمد أو قلب محمدي لا سواه ، قلب واع مّا يتنزل عليه من كل أمر ، لا القلوب المقلوبة ، أو غير المستعدة لهكذا نزول هامّ في كل سنة.
إنها القلوب الطاهرة من أهل بيت العصمة المحمدية ، محمد أم سواه ، ممن رعاهم
__________________
(١) في مجمع البيان : جاءت الرواية عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله (ص)؟ ليلة القدر هي شيء يكون على عهد الأنبياء ينزل فيها فإذا قبضوا رفعت؟ قال (ص) : لا بل هي إلى يوم القيامة (نور الثقلين ج ٥ ص ٦٢٠).
وأخرج أبو داود والطبراني عن ابن عمر قال سئل رسول الله (ص) وأنا أسمع عن ليلة القدر فقال : هي في كل رمضان ، ومثله ما أخرجه محمد بن نصر عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن ليلة القدر أهي شيء كان فذهب أم هي في كل عام فقال : بل هي لامة محمد ما بقي منهم اثنان. (الدر المنثور ج ٦ ص ٣٧١).
وما رواه أبو جعفر الجواد (ع) «أن أمير المؤمنين علي (ع) قال لابن عباس أن ليلة القدر في كل سنة وأنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول الله (ص) فقال ابن عباس : من هم؟ قال : أنا وأحد عشر من صلبي» وعن أبي جعفر الباقر (ع) مثله (ح ٤٠) وعن الامام الصادق (ع) في استنكار رفعها : لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن (ح ٤١). أقول : لأن الأمور النازلة ليلة القدر هي شروح لما أجمل في القرآن.
وفي أحاديث عدة أنها منذ بداية الخلق إلى يوم القيامة ، وتعني بداية خلقة المكلفين أو لعله أعم ـ تأمل.