المدخل
إن كلمة الله هي إله الكلمات ، فلا تفسر إلا بكلمات الله «والقرآن يفسر بعضه بعضا وينطق بعضه على بعض» (١) والتمسك بالكتاب في الأمور المشتبهة إصلاح لها ووصول للرشد فيها ، والقرآن أحق وأولى أن يمسّك في تفسيره بنفسه : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (٧ : ١٧) (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ) (٤٢ : ١٧).
وقد يفسّر بالسنة القطعية الصادرة عن النبي الأقدس صلّى الله عليه وآله وسلّم إطلاقا ، أو عن خلفائه المعصومين الاثنى عشر دون تقية ، والميزة الصالحة لتمييز الغث عن السمين كتاب الله ، يرد إليه ، ويقاس عليه كل حديث ، فيصدّق ما وافقه ويرد او يؤول ما خالفه او لم يوافقه ، كما نجده في آيات العرض (٢) وأحاديثه المتواترة (٣) : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (٤ : ٥٦) ، «وأردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب ويشتبه عليك من الأمور.
__________________
(١) نهج البلاغة عن علي عليه السلام.
(٢) ومثلها الآية ٧ : ١٧ ـ الأمرة بالتمسك بالكتاب و ٤٢ : ١٧ ـ التي ترجع الاختلاف الى الله
(٣) راجع جامع أحاديث الشيعة لاستاذنا الأقدم الأعظم الامام السيد البروجردي قدس الله روحه