ومن سائر الإسرائيليات والكنسيات والوثنيات والمختلقات الزور التي دخلت وتسربت في الروايات ، كما هنا فيما يروى : ان الرسول (ص) سحر ، سحره ابن الأعصم اليهودي في بئر ذروان ، ف «كان يرى انه يجامع وليس يجامع ، وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده» (١).
فنحن نضرب بهذه وتلك عرض الحائط ، مهما كثرت رواتها وقلت رعاتها ، ورغم انها رويت من طريق الفريقين عن النبي (ص) والائمة من اهل بيته (ع) ، فاننا نعتبرها من عقد عقائدية نفث فيها نفاثات الرواة.
كيف لا؟ (وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً. انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) (٢٥ : ٩) (فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً) (١٧ : ١٠١) فقولة السحر على النبي (ص) قولة فرعونية ظالمة فاتكة يعني توهين الرسالة المحمدية وتهوينها ، ولكي تتطرق فرية السحر إليها كلها ، وساحة هذه الرسالة السامية وسواها براء منها.
فإن السحر أيا كان ، هو من سلطان الشيطان ، وان كان الله لا يصده أحيانا
__________________
ـ وممن روى انهما من القرآن عن النبي (ص) أبي بن كعب وعكرمة ويزيد بن عبد الله الشخير وابن مسعود وعقبة بن عامر وابو حابس الجهني وابو سعيد الخدري وام سلمة ومعاذ بن جبل وجابر بن عبد الله وثابت بن قيس وقتادة وانس بن مالك وابو هريرة وابن عمر ، أخرجه عنهم اصحاب السنن والمسانيد بطرق متواترة ، وابن مسعود هذا الذي اخرج عنه قولة الزيادة ، سيخرج عنه هنا كما عن غيره من الاصحاب انهما من القرآن ومن أفضل القرآن ، وكما اجمع على ذلك أئمة اهل البيت عليهم السّلام ، كما أخرجه في نور الثقلين (٥ : ٧١٦) عن كتاب ثواب الأعمال عن الامام الباقر (ع) وعن اصول الكافي عن أبي الحسن الرضا (ع) وفيه عن الصادق (ع).
(١) كما أخرجه على نور الثقلين عن كتاب طب الائمة عن الصادق (ع) (٥ : ٧١٨).
وفي الدر المنثور (٥ : ٤١٧ : اخرج عبد بن حميد في مسندة عن زيد بن اسلم قال : سحر النبي (ص) واخرج ابن مردويه والجهني في الدلائل عن عائشة وابن مردوية من طريق عكرمة عن ابن عباس .. وابن مردويه عن انسى بن مالك ، ولقد رووها بألفاظ مختلفة.