مفازا روحانيا إلى جنة الرضوان : (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٩ : ١١١) .. ومفازا جسدانيا إلى جنة النعيم : (حَدائِقَ وَأَعْناباً. وَكَواعِبَ أَتْراباً. وَكَأْساً دِهاقاً) .. فائزين كلتا الجنتين : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٥٥ : ٤٦ ـ ٤٧).
إن للمتقين مفازا ، يتمثل ـ جسدانيا ـ في أفضل المناظر : حدائق وأعنابا ـ وجنسيا ـ في أجمل البنات : وكواعب أترابا .. وجوا بعيدا عن كل أذى : لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا .. حياة مصونة من اللغو ومن التكذيب الذي يصاحبه الجدل وهي حالة من الرفعة والمتعة تليق بدار الخلود.
حدائق ذات بهجة .. غلبا ، لا كغلب الدنيا وبهجتها فإنها مثال ضئيل عما في الجنة ، والحديقة قطعة من الأرض ذات ماء وكلاء ، محصورة بجدران وأبواب تحدق بها من أطرافها ، إيحاء إلى صلوحها للسكن دون فوضى ولا تدخل لغير صاحبها فيها ، مستورة عن الناظرين إليها.
حدائق تضم من كافة الأشجار والفواكه والوردان ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، ومن أعمها نفعا ، وأتمها فائدة ، وأقواها غذاء ، وألذها طعما هي الأعناب.
(وَأَعْناباً) :
تستحق التخصيص بالذكر أكثر من كل الفواكه لجمعها فوائدها وزيادة .. تذكر في عشر مواضع دون سواها من الفواكه (١).
فهي شراب وإدام وطعام ودواء وفاكهة ، تأتي إلى السوق قبل الفواكه وتخرج بعدها ، ويابسها تحفظ خواص رطبها ، فهي مثال تام عن عالم الفواكه.
__________________
(١) كما في الآيات التالية : ٢ : ٢٦٦ ، ٦ : ٩٩ ، ١٣ : ٤ ، ١٦ : ١١ و ٦٧ ، ١٨ : ٣٢ ، ٢٣ : ١٩ ، ٣٦ : ٣٤ ، ٧٨ : ٣٢ ، ١٧ : ٩١ ، ٨٠ : ٢٨.