وسيأتي ذكر ذلك بنصه.
وهذا الكلام يوهم أن بعض الدرج الموجود الآن محدثا ؛ لأنه ليس هناك درج سواها حتى يحمل الكلام عليها. وذاكرني الفقيه المشار إليه بما حاك في نفسه فقلت له :
الظاهر ـ والله أعلم ـ أن المراد بالدرج المحدث غير الدرج الظاهر ، ويتحقق ذلك بالحفر عنه ، فحفرنا حتى ظهر لنا من الدرج ما ذكرنا ، ويبعد جدا أن يكون مجموع الدرج المدفون والظاهر محدثا في غير محل السعي ، حتى لا يجزئ الوقوف عليه في السعي ، وإنما المحدث بعض الدرج المدفون ؛ لكونه في غير محل السعي على ما يقتضيه كلام الأزرقي (١) ؛ لأنه قال فيما روينا عنه بالسند : ذرع ما بين الركن الأسود إلى الصفا : مائتا ذراع واثنان وستون ذراعا وثمانية عشر أصبعا. انتهى.
والصفا الذي ذكر الأزرقي ذرع ما بينه وبين الحجر الأسود وهو محل السعي ، وما ذكره الأزرقي في ذرع ما بين الصفا والحجر الأسود إما أن يكون إلى مبدأ الدرج المدفون تحت العقود ، أو إلى العقود ، أو إلى ما وراء ذلك ، وفي كلّ الوجوه نظر غير الوجه الثاني.
أما الأول : فلأن من الحجر الأسود إلى مبدأ الدرج المدفون : مائتا ذراع وإحدى وعشرون ذراعا وربع ذراع وثمن ذراع بذراع الحديد ، يكون ذلك بذراع اليد : [مائتي](٢) ذراع وثلاثة وخمسين ذراعا بذراع اليد ، على ما حرّرناه ، وذلك دون ما ذكره الأزرقي في مقدار ما بين الحجر الأسود
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقي (٢ / ١١٨) ، وانظر : شفاء الغرام (١ / ٥٥٦).
(٢) في الأصل : مائتا.