سمعت بعينه. انتهى.
ثم قال (١) : وحدثني والدي عن بعض من أدركه من أكابر وقته أنه كان يصعد معه إلى جبل حراء في كل عام مرة فيلتقط ذلك الشخص من بعض أحجاره ، فسألته عن ذلك فقال : أخرج منها [نفقتي في العام](٢) ذهبا إبريزا. انتهى ما ذكره القرشي.
وقال القطب (٣) : حراء ـ بكسر الحاء وفتح الراء ممدودا [ممنوعا](٤) ـ وكانت الجاهلية تعظمه وتذكره في أشعارها ؛ فمن ذلك قول أبي طالب عم النبي صلىاللهعليهوسلم :
وثور [ومن أرسى ثبيرا](٥) مكانه |
|
وراق ليرقى في حراء [ونازل](٦) |
ويقال له : جبل النور ـ بالنون ـ ؛ لظهور أنوار النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولكثرة إقامته صلىاللهعليهوسلم وتعبّده فيه ، ونزول الوحي عليه ، وذلك في غار في أعلاه. انتهى.
وروى أبو نعيم وكذا رواه الطيالسي والحارث في مسنديهما وعلى ما ذكره القسطلاني في مواهبه (٧) : أن جبريل وميكائيل شقّا صدره الشريف فيه وغسلاه ، ثم قال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ...) الآيات [العلق : ١ ـ ٥] ، وفيه قال ورقة بن نوفل : أشهد أنك الذي بشّر به ابن مريم. انتهى.
__________________
(١) البحر العميق (٣ / ٢٩٤) ، وبهجة النفوس (١ / ١٣٢ ـ ١٣٣).
(٢) في الأصل : نفقة عامي. والتصويب من البحر العميق (٣ / ٢٩٤).
(٣) الإعلام (ص : ٤٤٧).
(٤) قوله : ممنوعا ، زيادة من الإعلام (ص : ٤٤٧).
(٥) في الأصل : وما أمسى ثبير. والتصويب من الإعلام (ص : ٤٧) ، وانظر البيت في : السيرة النبوية لابن هشام (٢ / ٦٨).
(٦) في الأصل : ونازله. والتصويب من الإعلام ، الموضع السابق.
(٧) المواهب اللدنية (١ / ٢٠٤).