بدرهم واحد بمائة ألف إلا بمكة ، ولا أعلم بلدة فيها شراب الأبرار ومصلّى الأخيار إلا مكة ـ أي شرب زمزم والصلاة في الحجر ـ ولا أعلم بلدة يصلى فيها حيث أمر الله عزوجل إلا بمكة. قال تعالى : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) [البقرة : ١٢٥] ، ولا أعلم على وجه الأرض شيئا في مسه يحطّ الخطايا والذنوب كما يحطّ الورق عن الشجر إلا بمكة وهو استلام الركنين. قال صلىاللهعليهوسلم : «مسهما يحط الخطايا حطا». ثم قال : «ما أعلم على وجه الأرض بلدة إذا دعا أحد بدعاء أمّنت عليه الملائكة إلا بمكة حول البيت الحرام ، ثم ما أعلم بلدة صدر إليها جميع النبيين والمرسلين خاصة ما صدر إلى مكة ، ثم ما أعلم في بلدة تغدوا إليها الملائكة وتروح في كل لحظة وساعة على صور شتى لا يقطعون ذلك ولا يفترون عنه [إلا](١) الطواف بالبيت ، ثم ما أعلم على وجه الأرض بقعة يكتب لمن نظر إليها عبادة الدهر [إلا نظر](٢) الكعبة ، ولا أعلم بلدة يحشر منها من الأنبياء والأولياء والأبرار والفقهاء والعبّاد والزهاد والصلحاء من الرجال والنساء ما يحشر من مكة ، ويحشرون آمنين يوم القيامة ، ثم ما أعلم أن شيئا من الجنة في بلدة على وجه الأرض [يشاهد ويلتمس](٣) إلا بمكة ، وهو الحجر الأسود ومقام إبراهيم ، وما أعلم أنه ينزل في الدنيا كل يوم رائحة الجنة وروحها ما ينزل بمكة ، ويقال : إن ذلك للطائفين». ذكره القرشي (٤).
وذكر المرجاني في بهجة النفوس (٥) : أن الخضر عليهالسلام يقضي
__________________
(١) في الأصل : أي. والمثبت من البحر العميق (١ / ١٥).
(٢) في الأصل : وهو النظر إلى. والتصويب من البحر العميق ، الموضع السابق.
(٣) في الأصل : يلتمس. والتصويب من البحر العميق (١ / ١٥).
(٤) البحر العميق (١ / ١٤ ـ ١٥) ، وانظر : زبدة الأعمال (ص : ٤٧ ـ ٤٨).
(٥) بهجة النفوس (١ / ١٨٧) ، وانظر : البحر العميق (١ / ١٧).