رطب فائق وتمر حسن يجهّز إلى كل بلد ، قال أهل السير : كان الفرما والإسكندر أخوين بنى كل واحد مدينة ، فقال الإسكندر : قد بنيت مدينة إلى الله فقيرة وعن الناس غنيّة ، فبقيت بهجتها ونضرتها إلى اليوم ، وقال الفرما : قد بنيت مدينة إلى الناس فقيرة وعن الله غنية ، فلا يمرّ يوم إلا وفيها شيء ينهدم حتى إنه في زماننا هذا لا يعرف أحد أثر بنائها لأنها خربت وسفت عليها الرمال ، وهي مدينة قديمة بين العريش والفسطاط قرب قطية وشرقي تنيس على ساحل البحر على يمين القاصد لمصر ، وبينها وبين بحر القلزم المتصل ببحر الهند أربعة أيام وهو أقرب موضع بين البحرين بحر المغرب وبحر المشرق وهي كثيرة العجائب غريبة الآثار ، ذكر أهل مصر أنه كان فيها طريق إلى جزيرة قبرس في البرّ فغلب عليها ماء البحر ، وكان بها مقطع الرخام الأبلق فغلب عليه البحر أيضا ، وكان مقطع الرخام الأبيض بلوينة غربي الإسكندرية ، وقال ابن قديد : كان أحمد بن المدبر قد أراد هدم أبواب الفرما وكانت من حجارة شرقي حصن الفرما فخرج أهل الفرما ومنعوه من ذلك وقالوا : إن هذه الأبواب التي ذكرت في كتاب الله ، قال يعقوب لبنيه : يا بنيّ لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ، فتركها ، ونخلها كان من العجب فإنه كان يتمر حين ينقطع البسر والرطب من سائر البلدان فإنه يبتدئ حين يأتي كوانين فلا ينقطع أربعة أشهر حتى يجيء البلح في الربيع في غيرها من البلاد ولا يوجد هذا بالبصرة ولا غيرها ، ويكون في بسرها ما تزن البسرة قريبا من عشرين درهما ، ويكون منه ما يقارب أن يكون فترا ، وفتحها عمرو بن العاص عنوة في سنة ١٨ في أيام عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، وقد ذكرها أبو نواس في قصيدته التي مدح فيها الخصيب فقال :
وأصبحن قد فوّزن عن نهر فطرس ، |
|
وهنّ عن البيت المقدس زور |
طوالب بالرّكبان غزّة هاشم |
|
وبالفرما من حاجهنّ شقور |
ولما أتت فسطاط مصر أجارها |
|
على ركبها ، ألّا تزال ، مجير |
من القوم بسّام كأنّ جبينه |
|
سنا الصّبح يسري ضوؤه فينير |
وينسب إليها أبو علي الحسين بن محمد بن هارون بن يحيى الفرمي ، حدّث عن أحمد بن داود المكي ، وكان ثقة ، توفي سنة ٣٣٤ في ذي القعدة.
فَرْمِيشَكان : قرية لا أدري أين هي وما أظنها إلا فارسية ، منها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسين الفرميشكاني الفقيه الأديب نزيل البيضاء ، سمع منه أبو مسعود كوتاه عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد الأصبهاني البيضاوي المنتقى من أسماء القرى ، روى له عن أبي الحسن محمد بن منصور بن محمد بن عمر الشيرازي.
فَرْمَانيرداباذ : قرية على طريق هراة خربت وبقيت آثارها على رأس جبل هناك.
فَرْناباذ : بعد الراء الساكنة نون ، وبعد الألف الأولى باء موحدة ، وآخره ذال : قرية كبيرة عامرة بينها وبين مرو خمسة فراسخ.
فِرَنْدَاباذ : بالكسر ثم الفتح ثم نون ، ودال بعدها ألف ثم باء موحدة ، وآخره ذال : قرية على باب نيسابور.
فِرِنْداذُ : بكسر أوله وثانيه ثم نون ساكنة بعدها دال ، وآخره ذال ، قال أبو منصور : هو جبل