من الرياح : مدينة بفارس أنزه مدينة بها فيما قيل ، بينها وبين شيراز أربع مراحل ، وهي في الإقليم الرابع ، طولها سبع وسبعون درجة وربع ، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلثان ، قال الإصطخري : وأما كورة دارابجرد فإن أكبر مدنها فسا ، وهي مدينة مفترشة البناء واسعة الشوارع تقارب في الكبر شيراز وهي أصحّ هواء من شيراز وأوسع أبنية ، وبناؤهم من طين وأكثر الخشب في أبنيتهم السّرو ، وهي مدينة قديمة ولها حصن وخندق وربض وأسواقها في ربضها ، وهي مدينة يجتمع فيها ما يكون في الصّرود والجروم من البلح والرّطب والجوز والأترج وغير ذلك ، وباقي مدن دارابجرد متقاربة ، وبين فسا وكازرون ثمانية فراسخ ، ومن شيراز إلى فسا سبعة وعشرون فرسخا ، وقال حمزة بن الحسن في كتاب الموازنة : المنسوب إلى مدينة فسا من كورة دارابجرد يسمّى بساسيريّ ولم يقولوا فسائيّ ، وقولهم بساسير مثل قولهم گرم سير وسردسير ، وكذلك النسبة إلى كسنا ناحية قرب نائين كسناسيري ، وإليها ينسب أبو عليّ الفارسي الفسوي ، وأبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي الفارسي الإمام ، رحل إلى المشرق والمغرب وسمع فأكثر وصنّف مع الورع والنسك ، روى عن عبد الله بن موسى وغيره ، روى عنه أبو محمد بن درستويه النحوي ، وتوفي سنة ٢٧٧ ، قال ابن عساكر : أبو سفيان بن أبي معاوية الفارسي الفسوي قدم دمشق غير مرّة وسمع بها ، روى عنه أبو عبد الرحمن الساوي في سننه وأبو بكر بن أبي داود وعبد الله بن جعفر بن درستويه وأبو محمد أحمد بن السري بن صالح بن أبان الشيرازي ومحمد بن يعقوب الصّفّار والحسن بن سفيان وأبو عوانة الأسفراييني وغيرهم ، وكان يقول : كتبت عن ألف شيخ كلهم ثقات ، قال الحافظ أبو القاسم : أنبأنا ابن الأكفاني عن عبد العزيز الكناني أنبأنا أبو بكر عبد الله بن أحمد إجازة سمعت أبا بكر أحمد ابن عبدان يقول : لما قدم يعقوب بن الليث صاحب خراسان إلى فارس أخبر أنه هناك رجل يتكلم في عثمان بن عفّان ، وأراد بالرجل يعقوب بن سفيان الفسوي فإنه كان يتشيع ، فأمر بإشخاصه من فسا إلى شيراز ، فلما قدم علم الوزير ما وقع في نفس يعقوب بن الليث فقال : أيها الأمير إن هذا الرجل قدم ولا يتكلم في أبي محمد عثمان بن عفان شيخنا وإنما يتكلم في عثمان بن عفان صاحب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فلما سمع قال : ما لي ولأصحاب النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، وإنما توهّمت أنه تكلم في عثمان بن عفان السجزي ، ولم يتعرّض له.
فُسَارَانُ : بالضم ، وبعد الألف راء ، وآخره نون : من قرى أصبهان.
فُسْتُقَانُ : بالضم ، وبعد السين تاء مثناة من فوق ، وآخره نون : من قرى مرو ، وأهلها يسمّونها بستكان.
فُسْتُجَانُ : من نواحي شيراز ، ينسب إليها أبو الحسن عليّ الشيرازي الفستجاني ، ذكره ابن مندة قال : قدم أصبهان في أيام أبي المظفّر عبد الله بن شبيب وقرأ عليه القرآن وكان ديّنا فاضلا ، مات بأصبهان ، قال ابن حبّان : في سنة ٣٠١ ، فيها مات حمّاد بن مدرك الفستجاني وأبو إسحاق الهنجاني.
الفُسْطَاطُ : وفيه لغات وله تفسير واشتقاق وسبب يذكر عند ذكر عمارته ، وأنا أبدأ بحديث فتح مصر ثم أذكر اشتقاقه والسبب في استحداث بنائه ، حدث الليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي