وقاص الناس لما قتل عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، وأمر أن لا يحدّث بشيء من أخبار الناس حتى يصطلحوا ، وروي فيه قلهيّا ، والذي جاء في الشعر ما أثبتناه ، وقال ابن السكيت في شرح قول كثيّر : قلهيّ مكان وهو ماء لبني سليم عاديّ غزير رواء ، قال كثير :
لعزّة أطلال أبت أن تكلّما ، |
|
تهيج مغانيها الطّروب المتيّما |
كأنّ الرياح الذّاريات عشية |
|
بأطلالها ينسجن ريطا مسهّما |
أبت وأبى وجدي بعزّة ، إذ نأت ، |
|
على عدواء الدار أن يتصرّما |
ولكن سقى صوب الربيع ، إذا أتى |
|
إلى قلهيّ ، الدار والمتخيّما |
بغاد من الوسميّ لما تصوّبت |
|
عثانين واديه على القعر ديّما |
يعني موضع الخيام ، وفي أبنية كتاب سيبويه : قلهيّا وبرديّا ومرحيّا ، قالوا في تفسيره : قلهيّا حفيرة لسعد بن أبي وقاص ، وفي نوادر ابن الأعرابي التي كتب عنها ثعلب قال أبو محمد : قلهى قرب المدينة ، قال : وهي خمسة أحرف لفظها واحد : قلهى ونقمى وصورى وبشمى ، ويروى بالسين المهملة ، وضفوى ، قال أبو محمد : ووجدنا سادسا نخلى.
القَلِيبُ : بالفتح ثم الكسر ، قد ذكر اشتقاقه في القلب آنفا ، هضب القليب : جبل الشربّة ، عن نصر ، وعن العمراني : هضب القليب ، بالضم ، وقد ذكر ، موضع بعينه ، فقال :
يا طول يومي بالقليب فلم تكد |
|
شمس الظهيرة تتّقي بحجاب |
القُلَيْبُ : تصغير القلب : ماء لبني ربيعة ، قال الأصمعي : فوق الخربة لبني الكذّاب ماء يقال له القليب لبني ربيعة من بني نمير النّصريين ودون ذلك ماء يقال له الحوراء لبني نبهان من طيّء ، وقد روي هضب القليب ، بالتصغير : جبل لبني عامر.
القُلَيِّبُ : تصغير القليب : ماء بنجد فوق الخربة في ديار بني أسد لبطن منهم يقال لهم بنو نصر بن قعين ابن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة.
القُلَيْسُ : تصغير قلس ، وهو الحبل الذي يصير من ليف النخل أو خوصه ، لما ملك أبرهة بن الصبّاح اليمن بنى بصنعاء مدينة لم ير الناس أحسن منها ونقشها بالذهب والفضة والزجاج والفسيفساء وألوان الأصباغ وصنوف الجواهر وجعل فيها خشبا له رؤوس كرءوس الناس ولكّكها بأنواع الأصباغ وجعل لخارج القبة برنسا فإذا كان يوم عيدها كشف البرنس عنها فيتلألأ رخامها مع ألوان أصباغها حتى تكاد تلمع البصر وسمّاها القلّيس ، بتشديد اللام ، وروى عبد الملك بن هشام والمغاربة القليس ، بفتح القاف وكسر اللام ، وكذا قرأته بخطّ السكري أبي سعيد الحسن بن الحسين ، أخبرنا سلموية أبو صالح قال : حدثني عبد الله بن المبارك عن محمد بن زياد الصنعاني قال : رأيت مكتوبا على باب القليس وهي الكنيسة التي بناها أبرهة على باب صنعاء بالمسند : بنيت هذا لك من مالك ليذكر فيه اسمك وأنا عبدك ، كذا بخط السكري بفتح القاف وكسر اللام ، قال عبد الرحمن بن محمد : سميت القليس لارتفاع بنيانها وعلوّها ، ومنه القلانس لأنها في أعلى الرءوس ، ويقال : تقلنس الرجل وتقلّس إذا لبس القلنسوة ، وقلس طعامه إذا ارتفع من معدته إلى فيه ، وما