السند أو الهند مشهورة في الفتوح ، قيل غزا عبّاد ابن زياد ثغر السند وسجستان فأتى سناروذ ثم أخذ على جوى كهن إلى الروذبار من أرض سجستان إلى الهندمند ونزل كسّ وقطع المفازة حتى أتى قندهار فقاتل أهلها فهزمهم وقتلهم وفتحها بعد أن أصيب رجال من المسلمين ، فرأى قلانس أهلها طوالا فعمل عليها فسميت العبّادية ، قال يزيد بن مفرّغ :
كم بالجروم وأرض الهند من قدم ، |
|
ومن سرابيل قتلى ليتهم قبروا |
بقندهار ، ومن تكتب منيّته |
|
بقندهار يرجّم دونه الخبر |
قَنْدِسْتَن : بالفتح ثم السكون ، وكسر الدال ، وسين مهملة ساكنة ، وتاء منقوطة من فوق ، ونون : من قرى نيسابور.
قِنَّسْرين : بكسر أوله ، وفتح ثانيه وتشديده وقد كسره قوم ثم سين مهملة ، قال بطليموس : مدينة قنسرين طولها تسع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة ، وعرضها خمس وثلاثون درجة وعشرون دقيقة ، في الإقليم الرابع ، ارتفاعه ثمان وسبعون درجة ، وأفقها إحدى وتسعون درجة وخمس عشرة دقيقة ، طالعها العذراء ، بيت حياتها الذراع تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي ، بيت ملكها من الحمل ، عاقبتها مثلها من الميزان ، وقال صاحب الزيج : طول قنسرين ثلاث وثلاثون درجة ، وعرضها أربع وثلاثون درجة وثلث ، وفي جبلها مشهد يقال إنه قبر صالح النبي ، عليه السّلام ، وفيه آثار أقدام الناقة ، والصحيح أن قبره باليمن بشبوة ، وقيل بمكة ، والله أعلم ، وكان فتح قنسرين على يد أبي عبيدة بن الجراح ، رضي الله عنه ، في سنة ١٧ ، وكانت حمص وقنسرين شيئا واحدا ، قال أحمد بن يحيى : سار أبو عبيدة بن الجراح بعد فراغه من اليرموك إلى حمص فاستقراها ثم أتى قنسرين وعلى مقدمته خالد بن الوليد فقاتله أهل مدينة قنسرين ثم لجؤوا إلى حصنهم وطلبوا الصلح فصالحهم وغلب المسلمون على أرضها وقراها ، وقال أبو بكر بن الأنباري : أخذت من قول العرب قنسريّ أي مسنّ ، وأنشد للعجاج :
أطربا وأنت قنسريّ ، |
|
والدهر بالإنسان دوّاريّ؟ |
وأنشد غيره :
وقنسرته أمور فاقسأنّ لها ، |
|
وقد حنى ظهره دهر وقد كبرا |
وقال أبو المنذر : سميت قنسرين لأن ميسرة بن مسروق العبسي مرّ عليها فلما نظر إليها قال : ما هذه؟ فسميت له بالرومية ، فقال : والله لكأنّها قنّ نسر ، فسميت قنسرين ، وقال الزمخشري : نقل من القنّسر بمعنى القنسري وهو الشيخ المسن وجمع هو ، وأمثاله كثيرة ، قال أبو بكر بن الأنباري : وفي إعرابها وجهان ، يجوز أن تجريها مجرى قولك الزيدون فتجعلها في الرفع بالواو فتقول هذه قنّسرون ، وفي النصب والخفض بالياء فتقول مررت بقنسرين ورأيت قنسرين ، والوجه الآخر أن تجعلها بالياء على كل حال وتجعل الإعراب في النون ولا تصرفها ، قال أبو القاسم : هذا الذي ذكره من طريق اللغة ولم يسمّ البلد بذلك لما ذكره ، ولكن روي أنها سميت برجل من عبس يقال له ميسرة وذلك أنه نزلها فمر به رجل فقال له : ما أشبه هذا الموضع بقنّ سيرين! فبني منه اسم للمكان ، وقال آخرون : دعا أبو عبيدة بن الجراح ميسرة بن مسروق العبسي فوجهه في ألف فارس في أثر العدوّ فمر على قنسرين فجعل ينظر إليها فقال : ما هذه؟