مانق : بالنون ، والقاف أيضا : قرية من نواحي أستوا من أعمال نيسابور.
مَاوَان : بالواو المفتوحة ، وآخره نون ، وأصله من أوى إليه يأوي إذا التجأ ، ومأوي الإبل ، بكسر الواو ، نادر ، وماوان يجوز أن يكون تثنية الماء قلبت همزة الماء واوا وكان القياس أن تقلب هاء فيقال ماهان ولكن شبّهوه بما الهمزة فيه منقلبة عن ياء أو واو ، ولما كان حكم الهاء أن لا تهمز في هذا الموضع بل اشتبهت بحروف المد واللين فهمزوه لذلك اطّرد فيها ذلك لشبهه ، وعندي أنه من أوى إليه يأوي فوزنه مفعان وأصله مفعلان وحقه على ذلك أن يكون مأووان على مثال مكرمان وملكعان وملأمان إلا أن لام مفعلان في ماوان ساكنة لأنه من أوى وجاءت ألف مفعلان ساكنة فاجتمع ساكنان فاستثقل فلم يمكن النطق به فأسقطت لا الفعل وبقيت ألف مفعلان تدل على الوزن والقصد بهذا التعسّف أن يكون المعنى مطابقا للفظ لأن الموضع يؤوى إليه أو أن المياه تكثر به ، فأما ماوان السّنّور فليس بينه وبين مساكن العرب مناسبة ولعلّ أكثرهم ما يدري ما السنور : وهي قرية في أودية العلاة من أرض اليمامة بها قوم من بني هزّان وربيعة وهم ناس من اليمن ، وقال ابن دريد : يهمز ولا يهمز ويضاف إليه ذو ، وقال عروة بن الورد العبسي :
وقلت لقوم في الكنيف تروّحوا |
|
عشيّة بتنا دون ماوان رزّح |
تنالوا الغنى أو تبلغوا بنفوسكم |
|
إلى مستراح من حمام مبرّح |
ومن يك مثلي ذا عيال ومقترا |
|
من المال يطرح نفسه كلّ مطرح |
ليبلغ عذرا أو ينال رغيبة ، |
|
ومبلغ نفس عذرها مثل منجح |
قال ابن السكيت : ماوان هو واد فيه ماء بين النّقرة والرّبذة فغلب عليه الماء فسمي بذلك الماء ماوان ، قاله في شرح شعر عروة ، وكانت منازل عبس فيما بين أبانين والنقرة وماوان والربذة هذه كانت منازلهم.
مَاوَانَةُ : مذكورة في شعر ابن مقبل حيث قال :
هاجوا الرحيل وقالوا إن شربهم |
|
ماء الزّنانير من ماوانة التّرع |
والترع : هو الملآن ، كذا بخط ابن المعلّى الأزدي ، وقد ذكر ابن مقبل الزنانير في موضع آخر من شعره ، وقرأته بالمرانة ، ولا يبعد أن يكون أشبع الفتحة للضرورة فصارت ألفا فتكون المارانة بالراء ، والله أعلم ، فإن ماوانة لم أجده إلا في هذا الموضع.
ما وَراء النهر : يراد به ما وراء نهر جيحون بخراسان ، فما كان في شرقيه يقال له بلاد الهياطلة وفي الإسلام سموه ما وراء النهر ، وما كان في غربيّة فهو خراسان وولاية خوارزم ، وخوارزم ليست من خراسان إنما هي إقليم برأسه ، وما وراء النهر من أنزه الأقاليم وأخصبها وأكثرها خيرا وأهلها يرجعون إلى رغبة في الخير والسخاء واستجابة لمن دعاهم إليه مع قلة غائلة وسماحة بما ملكت أيديهم مع شدة شوكة ومنعة وبأس وعدة وآلة وكراع وسلاح ، فأما الخصب فيها فهو يزيد على الوصف ويتعاظم عن أن يكون في جميع بلاد الإسلام وغيرها مثله ، وليس في الدنيا إقليم أو ناحية إلا ويقحط أهله مرارا قبل أن يقحط ما وراء النهر ، ثم إن أصيبوا في حر أو برد أو آفة تأتي على زروعهم ففي فضل ما يسلم في عرض بلادهم ما يقوم بأودهم حتى يستغنوا عن نقل شيء