مائه فكانوا لا ينزلون منزلا ولا يدخلون مدينة إلا وزنوا ماءها وترابها فما زالوا كذلك حتى دخلوا أصبهان فنزلوا بموضع منها يقال له بنجار وهي كلمة عبرانية معناها انزلوا فنزلوا ووزنوا الماء والطين الذي في ذلك الموضع فكان مثل الذي معهم من تراب البيت المقدس ومائه فعنده اطمأنوا وأخذوا في العمارات والأبنية وتوالدوا وتناسلوا وسمي المكان بعد ذلك اليهودية وهو موضع إلى جنب جيّ مدينة أصبهان وكانت العمارات متصلة والآن خرب ما بين جي واليهودية وبقيت جي محلة برأسها مفردة مستوليا عليها الخراب إلا أبياتا ، ومدينة أصبهان العظمى هي اليهودية ، ودرب اليهود : ببغداد ينسب إليه قوم من المحدثين ، منهم : أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى المؤدب البيّع اليهودي ، سمع القاضي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، روى عنه أبو القاسم يوسف بن محمد المهرواني وأبو الخطاب بن البطر القارئ وغيرهما ، وكان ثقة ، ومات سنة ٤٠٨ عن سبع وثمانين سنة.
وباب اليهود : بجرجان ، ينسب إليه أبو محمد أحمد ابن محمد بن عبد الكريم الوزّان الجرجاني اليهودي ، قيل له ذلك لأن منزله كان بباب اليهود في مسجد في صفّ الغزّالين ، روى عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام وأبي السائب سليمان بن جنادة وغيرهما ، روى عنه أبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي ، ومات سنة ٣٠٧ ، وكان صدوقا.
باب الياء والياء وما يليهما
يَيْعُثُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وضم العين المهملة ، وثاء مثلثة ، كأنه من الوعث وهو الرمل الرقيق ، ووعثاء السفر : مشقته ، وأصله الوعث لأن المشي فيه مشقّ ، وييعث : صقع باليمن ، وفي الحديث أن النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، كتب لأقيال شنوءة : بسم الله الرّحمن الرّحيم ، من محمد رسول الله إلى المهاجرين من أبناء معشر وأبناء ضمعج بما كان لهم فيها من ملك عمران ومزاهر وعرمان وملح ومحجّر وما كان لهم من مال أثرناه ييعث والأنابير وما كان لهم من مال بحضرموت.
يَيْنُ : بالفتح ثم السكون ، وآخره نون ، وليس في كلامهم ما فاؤه وعينه ياء غيره ، قال الزمخشري : بين عين بواد يقال له حورتان وهي اليوم لبني زيد الموسوي من بني الحسن ، وقال غيره : يين اسم واد بين ضاحك وضويحك وهما جبلان أسفل الفرش ، ذكره ابن جنّي في سر الصناعة ، وقيل : يين في بلاد خزاعة ، وجاء ذكر يين في السيرة لابن هشام في موضعين : الأول في غزوة بدر وهو أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، مرّ على تربان ثم على ملل ثم على غميس الحمام من مرّ يين ثم على صخيرات اليمام ، فهو ههنا مضاف إلى مرّ ، ثم ذكر في غزاته ، صلى الله عليه وسلّم ، لبني لحيان أنه سلك على غراب جبل ثم على مخيض ثم على البتراء ثم صفّق ذات اليسار فخرج على يين ثم على صخيرات اليمام ، وقال نصر : يين ناحية من أعراض المدينة على بريد منها وهي منازل أسلم بن خزاعة ، وقيل : بين موضع على ثلاث ليال من الحيرة ، وقيل : يين في بلاد خزاعة ، جاء في حديث أهبان الأسلمي ثم الخزاعي أنه كان يسكن يين فبينما هو يرعى بحرّة الوبرة إذ عدا الذئب على غنمه ، الحديث في أعلام النبوّة ، وقال ابن هرمة :
أدار سليمى بين يين فمثعر ، |
|
أبيني فما استخبرت إلا لتخبري |