العبد بذنب أعظم من الإشراك بالله ، وأن يعمل معصية ثم يزعم أنّها من الله» (١). إلى غير ذلك من الأخبار. وهو معلوم عن الصحابة والتابعين ، فإن الأقوال متظاهرة عنهم بنفي هذه المعاصى عن الله سبحانه وإضافتها إلى العباد.
فمن ذلك ما روي أن الحجاج بن يوسف لعنه الله كتب إلى أربعة من العلماء : وهم الحسن بن أبي الحسن البصري رحمهالله ، وواصل بن عطاء (٢) ، وعمرو بن عبيد (٣) ، وعامر الشعبي رحمهمالله ، يسألهم عن القضاء والقدر ، يعنى بمعنى الخلق لأفعال العباد ؛ فأجابه أحدهم لا أعرف فيه إلا ما قاله (٤) أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه ، وهو قوله عليهالسلام : أتظنّ الذي نهاك دهاك ، إنما دهاك أسفلك وأعلاك ، وربك بريء (٥) من ذاك. وأجابه الثاني فقال : لا أعرف فيه إلا ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو قوله عليهالسلام : أتظنّ
__________________
(١) الشافي ٢ / ١٦١.
(٢) هو أبو حذيفة رأس المعتزلة من أئمة البلغاء المتكلمين سمي أصحابه بالمعتزلة ؛ لاعتزالهم الدنيا ، وإما لاعتزالهم حلقة الحسن البصري عند ما جرى ذكر حكم الفاسق حيث إنه عند المعتزلة في منزلة بين المنزلتين الكفر والإيمان فلا هو كافر ولا هو مؤمن. نشر مذهب الاعتزال في الآفاق ـ ولد سنة ٨٠ ه بالمدينة كان يلثغ بالراء فيجعلها غنيا فتجنب الراء في خطابه. بايع لمحمد بن عبد الله بن الحسن (النفس الزكية) ، في قيامه على أهل الجور ، توفي سنة ١٣١ ه. له من التصانيف : أصناف المرجئة ، والمنزلة بين المنزلتين ، ومعاني القرآن ، طبقات أهل العلم والجهل ، والسبيل. الأعلام ٨ / ١٠٨.
(٣) ولد سنة ٨٠ ه ، من العلماء الزّهّاد ، شيخ المعتزلة في عصره ، قال فيه أبو جعفر المنصور : كلهم طالب صيد ، غير عمرو بن عبيد ، توفي سنة ١٤٤ ه ، وله رسائل وخطب وكتب منها : التفسير ، والرد على القدرية. ينظر الأعلام ٥ / ٨١.
(٤) في (ب) ، (ج) : قال في كل الرواية.
(٥) في (ب) ، (ج) : والله بريء.