والجواب : أنّ هذا عدول عن الانصاف ، وركوب لمتن الخلاف ، فإن أحدا من الزيدية لم يقل بأنها تفيد لفظ الإمامة فيلزمهم هذا الاعتراض ، وحينئذ لا محيص (١) لهم منه. وإنّما قلنا : بأنه يفيد ملك التصرف الذي هو معنى الإمامة ، ولا مانع من ذلك فكأنه (٢) سبحانه قال : إنما المالك التصرف (٣) عليكم الله ورسوله وعليّ بن أبي طالب فلا يختل معنى الآية ، ولا يفسد نظمها ، وبذلك تزول شبهته ، وتسقط حجته والحمد لله سبحانه.
وأما السنة : فكثير نحو خبر الغدير ، وهو قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا خطب الناس بغدير خمّ : «ألست أولى بكم من أنفسكم»؟ ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله» ، وقد روى هذا الخبر المخالفون في كتبهم أيضا (٤).
__________________
(١) في (ب) و (ج) : مخلص. كأنها كانت في (أ) مخلص ثم نقط اللام بنقطتين من أسفل بدليل وجود نقطة فوق الخاء. ومعنى مخلص أو محيص متقارب.
(٢) في (ب) : وكأنه.
(٣) في (ب) و (ج) : للتصرف.
(٤) مسند أحمد ج ١ ص ١٨٢ رقم ٦٤١ ورقم ٩٥٠ ورقم ٩٦٤ ورقم ١٣١٠ مسند علي. ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٠٣ ، ١٠٤ وما بعدها ، بروايات عديدة. وتاريخ الإسلام عهد الخلفاء ص ٦٣١ ـ ٦٣٢. وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ١٠. وابن حبّان المذكور رقم ٦٨٩٢. وأمالي أحمد بن عيسى ج ٤ ص ٣١٠. وكنز العمال ج ١١ ص ٣٣٢ رقم ٣١٦٦٢. وقد ساقه في مواضع كثيرة جدا من نفس الجزء ، وأجزاء أخرى. والمستدرك ج ٣ ص ١٣٤. وينظر مختصر زوائد مسند البزار ج ٢ ص ٣٠٢ وما بعدها رقم ١٩٠٠ وساق روايات من طرق متعددة. والمسند لأبي سعيد الشاشي ج ١ ص ١٦٦. والبداية والنهاية لابن كثير مج ٤ ج ٧ ص ٣٨٣ وما بعدها. وهو من المتواتر. وقد صنف الشيخ عبد الحسين الأميني موسوعة بحالها في شأن حديث الغدير هذا سمّاه «الغدير في الكتاب والسنة والأدب» خصص الجزء الأول لطرق حديث الغدير ، ثم ظل يلاحق الغدير في الشعر والنثر حسب الطبقات ـ طبع منه ١١ مجلدا ـ الطبعة الرابعة ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت ١٣٩٧ ه ـ ١٩٧٧ م.