اللهُ وَرَسُولُهُ) (١).
وفي الحديث : «أيّما امرأة تزوّجت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل» (٢) ، والمعلوم أنّ المراد وليّها الذي هو أولى الناس بها. وذكر المبرد أن الولي هو الأحقّ والأولى ، قال : ومثله المولى.
والمعنى الثاني : في لفظة (٣) مولى ـ مالك الرّق. قال الله سبحانه : (وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ) [النحل : ٧٦] ، أي مالك رقّه ، وهو ظاهر.
والمعنى الثالث : المعتق ، وهذا واضح. والمعنى الرابع : المعتق ، وهو كذلك أيضا. والمعنى الخامس : ابن العم. قال تعالى : (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي) [مريم : ٥] يعني بني العم. ومنه قول الفضل بن العباس (٤) العباسي (٥) :
مهلا بني عمّنا مهلا موالينا |
|
لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا (٦) |
والمعنى السادس : الناصر ؛ قال الله تعالى : (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) [التحريم : ٤] ، أي ناصره.
وقال : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) [محمد : ١١] يريد : لا ناصر لهم.
__________________
(١) الدر المصون ٤ / ٣١٣.
(٢) أخرجه الحاكم ٢ / ١٦٨.
(٣) في (ب) : لفظ.
(٤) في (ب) و (ج) : عباس.
(٥) ليس من بني العباس بل هو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب ، شاعر من فصحاء قريش ، كان معاصرا للفرزدق والأحوص ، وله معهما أخبار في مدح عبد الملك بن مروان ، وهو أول هاشمي مدح أمويّا. ت ٩٥ ه. ينظر الأعلام للزركلي ٥ / ١٥٠.
(٦) ينظر الجامع لأحكام القرآن القرطبي ١١ / ٥٣.