صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين أخوين ، وإذا ثبت ذلك فإنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا علم بأن عليا عليهالسلام يليه في الفضل ولا يساويه أحد في ذلك آخى بينه وبين نفسه ، ويؤيد ذلك أنه عليهالسلام كان يقول بمحضر الصحابة (رض) : «أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يقولها بعدي ولا قبلي إلا كذّاب» (١) ؛ فيقرّونه على ذلك ولا ينكرونه ، فكان ذلك دليلا على فضله.
فضيلة السرية :
روى ابن حنبل في مسنده ما نذكره بلفظه ومعناه بإسناد رفعه إلى عمران ابن حصين قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سرية وأمر عليا فأحدث شيئا في سفره ، قال عمران : فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يذكروا أمره لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال عمران : وكنا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فسلمنا عليه ، فدخلوا عليه ، فقام رجل منهم فقال : يا رسول الله إنّ عليّا فعل كذا وكذا فأعرض عنه ، ثم قام الثاني فقال كذلك ، فأعرض عنه ، ثم قام الثالث ، فأعرض عنه ، ثم قام الرابع ، فقال : يا رسول الله إنّ عليا فعل كذا وكذا. قال : فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد تغير وجهه فقال : «دعوا عليّا ؛ إنّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة بعدي» (٢).
__________________
(١) أخرجه الإمام زيد بن علي في مجموعه ص ٤٠٨. وابن ماجه ١ / ٤٤ رقم ١٢٠. والنسائي في خصائصه ص ٢٩ رقم ٦. والحاكم في المستدرك ٣ / ١١٢. وابن أبي شيبة ٦ / ٣٦٧ رقم ٣٢٠٧٩. وابن عساكر ١ / ١٣٦. ومحمد بن سليمان في المناقب ١ / ٣٠٨ برقم ٢٢٧. والاستيعاب ج ٣ ص ٢٠٢.
(٢) المسند ٧ / ٢١٥ برقم ١٩٩٤٨ ، عن عمران بن حصين. وأخرجه الإمام المرشد بالله في أماليه الخميسية ١ / ١٣٤. وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٨١. والترمذي بلفظ : ما تريدون من علي ٥ / ٥٩٠ ، رقم ٣٧١٢. والنسائي في الخصائص ص ٧٧ برقم ٦٥ ، ص ٩٢ رقم ٨٦ وإسناده صحيح. والحاكم في المستدرك ٣ / ١١٠ ، وقال على شرط البخاري ومسلم وسكت عنه الذهبي.