[خاتمة عن الفضائل]
ومما رواه ابن المغازلي الواسطي فلنقتصر عليها ليكون ذلك أقوى للحجة ، وأبلغ في إيضاح المحجة ، وتنكّبنا طريق رواية الشيعة لفضائله عليهالسلام ؛ لكون أهل جهتك أيها الطالب مائلين إلى فقهاء العامّة ، ومعتمدين على أئمتهم في الفقه ؛ فألزمناهم ما رواه أئمتهم ، وإلا فرواية الشيعة كثيرة ، ولهم في فضائله كتب جليلة خطيرة. تشتمل على ألوف أحاديث ، وكذلك تركنا ما اختصّ بروايته آباؤنا الأئمة الكرام عليهم أفضل الصلاة والسّلام مع اتّساع نطاقها ، وثبوت ساقها ؛ لهذه العلة التي ذكرناها ؛ فهل بقي معذرة لمرتاد الرّشاد ، أو حجة يدفع بها يوم المعاد؟ بعد أن أوضحنا الأدلة ، وجعلناها منيرة كالأهلّة ثم نقول : إنه لا خلاف في أنّ عليا عليهالسلام له فضل الجهاد كما تقدّم ؛ فلا يشاركه فيه مشارك ، وهو المالك لزمام العلم فلا يملكه من الصحابة عليه مالك (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) [يونس : ٣٥] ؛ فثبت المطلب الثاني وهو : ذكر طرف يسير من فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام.