للناس : كلّكم أفقه من عمر ، حتى المخدّرات في البيوت (١). أين عمر ممن قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب» ؛ فحظر على كل سائل في أمر دينه أن يسأل غيره.
وقال الله سبحانه : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) [البقرة : ١٨٩] ؛ فكان سؤال غير علي عليهالسلام مخالفة لله تعالى ولرسوله.
وروينا عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه لمّا نزل (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [الشعراء : ٢١٤] ؛ جمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا ، والقصة معروفة. ونحن نقصد الغرض منها وهو أنه دعاهم فقال : «إنّ الله تعالى أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين ، وأنتم عشيرتي الأقربون ، وإن الله تعالى لم يبعث نبيا إلا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووصيا ووارثا ، فأيّكم يقوم فيبايعني على أنّه أخي ، ووزيري ، ووارثي دون أهلي ، ووصيي ، وخليفتي في أهلي ، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي» ؛ فسكت القوم فقال : ليقومنّ قائمكم أو ليكوننّ في غيركم ؛ فقام علي عليهالسلام وهم ينظرون إليه كلّهم فبايعه وأجابه إلى ما دعاه إليه ، فقال : ادن منّي وافتح فاك ، فدنا منه وفتح فاه فمجّ فيه من ريقه ، وتفل بين كتفيه وبين يديه. فقال أبو لهب : بئس ما حبوت به ابن
__________________
(١) أخرجه الزمخشري في الكشاف ١ / ٤٩١ بلفظ : أنه قام خطيبا فقال : أيها الناس لا تغالوا بصداق النساء ... فقامت إليه امرأة فقالت له : يا أمير المؤمنين لم تمنعنا حقنا جعله الله لنا والله يقول : (وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً) فقال : كل أحد أعلم من عمر ، ثم قال لأصحابه : تسمعوني أقول مثل هذا القول قد تنكرونه علي حتى ترد علي امرأة ليست من أعلم الناس. والقرطبي ٥ / ٦٦. والخازن ٢ / ٣٨ فيهما أيضا : أصابت امرأة وأخطأ عمر. ذكر الرازي في الأربعين ص ٤٦٧ كما في الغدير ٦ / ٩٨. وفي غيره : حتى ربات الحجال.