في هذا الخبر كالكلام في الآية الأولى. وبعد فإنّ من جملة العشرة عمر وعثمان وقد انهزما يوم أحد وتركا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونكثا بيعة الرضوان (١) ، وفي ذلك اليوم ثبت علي عليهالسلام ثباتا عظيما ، وقتل يوم أحد سبعة من أصحاب رايات الكفار من بيت واحد. وفي ذلك (٢) اليوم ورود ذي الفقار (٣) ، وفيه نادى جبريل عليهالسلام : لا فتى إلّا عليّ ، ولا سيف إلّا ذو الفقار.
وفيه قال جبريل (ع) للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : هذا هو المواساة ، فقال : «من أولى بها منه ، وهو منّي وأنا منه كهارون من موسى» (٤). ولا خلاف بين الرواة في هرب عمر وعثمان ، وفي أبي بكر خلاف : هل هرب أو لا؟ ولا خلاف أنه (٥) لم يقاتل بنفسه ولم يخدش في ذلك اليوم كافرا. وكذلك فإنّ من العشرة الزبير وطلحة
__________________
(١) بيعة الرضوان وقعت بعد أحد ، ولعل الانهزام وقع أيضا في معركة حنين.
(٢) في (ب) : في ذلك ، بحذف الواو.
(٣) كأن العبارة : وفي ذلك اليوم ورد في ذي الفقار قول جبريل (ع) : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي. وذو الفقار من السيوف المشهورة ، كان للعاصي ابن منبّه فلما قتل مع المشركين يوم بدر صار إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم أعطاه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي لكن ساعد علي وبسالته وشجاعته النادرة شهرت السيف وصار مضرب الأمثال.
(٤) أخرج ابن المغازلي في المناقب ص ١٤٠ رقم ٢٣٤. والطبري في تاريخه ٢ / ٥١٤ ، قال : لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية أبصر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي : احمل عليهم ، ففرّق جماعتهم ، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر ابن لؤي فقال جبريل : يا رسول الله إن هذه للمواساة ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنه مني وأنا منه. فقال جبريل : وأنا منكما قال : فسمعوا صوتا :
لا سيف إلا ذو الفقار |
|
ولا فتى إلّا علي |
والمحب الطبري في ذخائره ص ٧٤ قال : عن أبي جعفر محمد بن علي قال : نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان أن : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي. ينظر ابن أبي الحديد في الشرح عن الواقدي وكذلك غيرهم.
(٥) في (ب) : في أنه.