فالموت أهون من قول السّفاه لقد |
|
خلّى ابن حرب لنا العزّى لنا فرقا |
فإن أتيت أبينا ما تريد فلا (١) |
|
نثني عن اللات والعزى لنا عنقا (٢) |
ولعنه يوم الهدي معكوفا أن يبلغ محلّه فرجع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يطف بالبيت ، ولم يقض نسكه (٣). وهو الذي نكث البيعة (٤). وهو الذي قال للعباس بن عبد المطلب بعد أن أسلم بزعمه : إنّ ابن أخيك أصبح في ملك عظيم ، فقال له العباس : إنه نبوّة ، فقال صخر : إنّ في نفسي منه شيئا ، وهذا يدل على نفاقه ، وهو الذي قال بعد ما كفّ بصره يوم بويع لعثمان : أرجو أن يعود ديننا كما عاد ملكنا (٥) ، يعني بدينهم عبادة الأصنام.
ثم معاوية أمه هند بنت عتبة آكلة أكباد الشهداء في يوم أحد فإن من قصتها أنها حرّضت على القتال ، وأنشدت الأشعار تحثّ بها الأبطال ، فقالت في بعض قولها :
__________________
(١) في الأصل و (ب) : ولا. والأصح ما ذكر ؛ لأن جواب الشرط مربوطا بالفاء.
(٢) أنظر شرح نهج البلاغة ٢ / ٤٦١. في حديث المناشدة.
(٣) ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج ٢ / ٤٦٢ ، وهي أحدى السبع. والأميني في الغدير ١٠ / ٨٢. هو يوم الحديبية.
(٤) ربما أراد بيعة الإسلام حيث أظهره وأبطن الكفر.
(٥) روى المقريزي في النزاع والتخاصم ص ٢٠ : دخل أبو سفيان على عثمان حين صارت الخلافة إليه فقال : قد صارت إليكم بعد تيم وعدي ؛ فأدرها كالكرة واجعل أوتادها لبني أمية ، فإنما هو الملك ولا أدري ما جنة ولا نار. وفي لفظ المسعودي ج ١ : يا بني عبد مناف ؛ تلقفوها تلقف الكرة ؛ فو الذي حلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ، ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة.