الله نسخ حكمها بقوله تعالى : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) .. الآية. [المجادلة : ١٣].
ومنها قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) .. الآية [الحج : ١٩]. روى الإمام الحاكم العالم أبو سعيد المحسن بن كرامة الجشمي رحمهالله (١) ، بإسناده إلى قيس بن عباد القيسي (٢) ، قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما أن هذه الآية ، وهي قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا). إلى آخرها ، نزلت في الذين برزوا يوم بدر ، الثلاثة والثلاثة : علي وحمزة وعبيدة ، وعتبة
__________________
(١) هو أبو سعيد المحسّن بن كرامة الجشمي البيهقي الحاكم ينتهي نسبه إلى محمد بن الحنفية ، ولد ٤١٤ ه ونشأ نشأة كريمة تليق بمكانة أسرته ، بإقليم خراسان. شهرته تغني عن التعريف به فهو علّامة عصره ، وفريد دهره في علم التفسير والعدل والتوحيد ، وكتبه شاهدة له بالتقديم والتبريز ، كان معتزليا في الأصول وحنفيا في الفروع ، لكنه تحوّل إلى مذهب الزيدية. وتوفي شهيدا بالبلد الحرام على يد المجبرة ٤٩٤ ه ، بسبب تأليف كتابه العجيب «رسالة أبي مرة إلى إخوانه المجبرة». وقيل : اسمها «رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس» وقد اطلعت عليها فبهرتني بأسلوبها الرائع البديع. وله التهذيب في التفسير. قيل : إن الكشاف مأخوذ منه بزيادة تعقيد. وتنبيه الغافلين عن فضائل أمير المؤمنين وخصصه في الآيات التي نزلت في الإمام علي ، وفي سائر أهل البيت ، ثم يذكر الآثار الدالة على أنها نزلت فيهم ، وعيون المسائل وشرحه. والمؤثرات. والإمامة. وتنزيه الأنبياء والأئمة. وجلاء الأبصار في تأويل الأخبار. والسفينة. والرسالة الغراء. وترغيب المبتدئ وتذكرة المنتهي. ونصيحة العامة. والمنتخب في فقه الزيدية. وغيرها. ينظر مطلع البدور. ولوامع الأنوار ١ / ٤٥٤. وللدكتور عدنان زرزور رسالة حول الحاكم ومنهجه في التفسير.
(٢) تابعي من أهل البصرة ، قدم المدينة أيام عمر بن الخطاب ، وكان ثقة ، قليل الحديث ، روى له الجماعة سوى الترمذي ، وهو ترابي ، وخرج مع ابن الأشعث ، قتله الحجاج. ينظر تهذيب الكمال ٢٤ / ٦٤ ، وطبقات ابن سعد ٧ / ١٣١.