في حالة تركه للتوبة وهذا خطر عظيم ، لا خطر أعظم منه. قال علي عليهالسلام : ما أطال رجل الأمل إلا أساء العمل (١). وقال عليهالسلام : التسويف شعاع إبليس.
المبحث السابع : متى تنقطع منفعة التوبة : وهي تنقطع عند معاينة الموت وتنقطع عند ظهور علامات القيامة التي معها ينقطع التكليف ، قال الله تعالى : (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) [النساء : ١٨] ، وقال تعالى : (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً) [الفرقان : ٢٢]. أي حراما محرّما (٢). وقال تعالى : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها) الآية [الأنعام : ١٥٨]. وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من تاب قبل أن يغرغر بالموت تاب الله عليه» (٣) ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : التوبة مقبولة ما لم ينزل سلطان الموت» (٤). وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «التوبة مقبولة حتى تطلع الشّمس من المغرب ، فإذا طلعت طبع على كلّ قلب بما فيه ، وكفّ الناس عن العمل» (٥). والأخبار في ذلك كثيرة.
المبحث الثامن : في سبب التوبة : ولها سببان : أحدهما : الخوف من وبال الذنب. والثاني : الرجاء لثواب التوبة. ولا يحصلان إلا بذكر الأمر
__________________
(١) نهج البلاغة ٤ / ٦٨٨.
(٢) الماوردي ٤ / ١٤٠. والألوسي مج ١١ ج ١٩ ص ١٠. وفي (ب) : حرما محرما.
(٣) المستدرك ٤ / ٢٥٧ ، والخطيب في تاريخه ٨ / ٣١٧.
(٤) سلوة العارفين ٤٣٤ ، بلفظ : «التوبة مبسوطة ما لم ينزل سلطان الموت».
(٥) سلوة العارفين ٤٣٣ ، ومسلم ٤ / ٢٠٧٦. وأحمد بن حنبل ج ٣ برقم ٩١٤١ ، بلفظ : من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه».