نسي الجهر في القراءة فيما يجهر به أو المخافتة فيما يخافت فيه (١) ـ فعليه أن يأتي بركعة كاملة يجهر فيها بالقراءة ـ إن كانت الصلاة مما يجهر فيها بالقراءة ، أو يخافت فيها إن كانت مما يخافت فيها ، ذكره المنصور بالله عليهالسلام تخريجا على مذهب من يقول بوجوب ذلك. واجتهد أيها المسترشد أن لا تخلّ بشيء من التشديد في سورة الفاتحة ، وأن لا تدع شيئا من آي الفاتحة.
وبيان ذلك : إنّ بسم الله الرّحمن الرّحيم آية من الفاتحة عندنا ، وهي الآية السابعة ، روينا ذلك عن ابن عباس رحمهالله (٢). والجهر ببسم الله الرحمن
__________________
(١) في (ب) و (ج) : به.
(٢) ينظر أمالي أحمد بن عيسى ١ / ١١٤ ، وقد ذكر أنه إجماع أهل البيت (ع) ، وذكر روايات كثيرة حول ذلك. والكشاف ١ / ١. والأحكام ١ / ١٠٥. وتفسير الرازي مج ١ ج ١ ص ٢٠٢. وروى في ص ٢٠٤ : أن معاوية قدم المدينة فصلى بالناس صلاة يجهر فيها فقرأ أم الكتاب ، ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، فلما قضى صلاته ناداه المهاجرون والأنصار من كل ناحية أنسيت؟ أين بسم الله الرحمن الرحيم حين استفتحت القرآن؟ فأعاد معاوية الصلاة ، وقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، وقال : وهذا الخبر يدل على إجماع الصحابة رضي الله عنهم على أنها من القرآن ، ومن الفاتحة وعلى الأولى الجهر بقراءتها. وروى في ١ / ٢١٢ عن علي بن أبي طالب عليهالسلام أنه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. وكان يقول : من ترك قراءتها فقد نقص ، وقال الشيخ أبو حامد الأسفرايني : روي عن أنس في هذا الباب ست روايات [أي في بسم الله الرحمن الرحيم]. أما الحنيفة فقد رووا عنه ثلاث روايات : أحدها قوله : صليت خلف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان ، فكانوا يستفتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين ، وثانيتها : أنهم ما كانوا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم ، وثالثها : قوله : لم أسمع أحد منهم قال : بسم الله الرحمن الرحيم ؛ فهذه الروايات الثلاث تقوي قول الحنفية ، وثلاث أخر تناقض قولهم ؛ أحدها : ما ذكرنا أن أنسا روى أن معاوية لما ترك بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة أنكر عليه المهاجرون والأنصار ، وهذا يدل على أن الجهر بهذه الكلمات كالأمر المتواتر فيما بينهم. ثانيتها : روى أبو قلابة عن أنس أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبا بكر وعمر كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم. وثالثتها : أنه سئل عن الجهر ببسم الله