وليس هناك عضو يتصوّر. ويقال : هذا ما أصابني في جنب فلان أي في ذاته وحقه ، وهذا ظاهر.
وعن مجاهد قال : (فِي جَنْبِ اللهِ) أي في أمر الله. وقيل : (فِي جَنْبِ اللهِ) أي في قربه وجواره وهو الجنة. ومنه : (الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) [النساء : ٣٦] أي بالقرب. وقيل : في طريق الله التي أمر بها (١). وعلى هذا ، الجنب الجانب [أي الجانب] (٢) الذي يؤدي إلى رضى الله تعالى. وقد بيّنّا ما تحتمله لفظة الجنب في اللغة من الوجوه في كتاب الإرشاد ، وأبطلنا أن يكون المراد شيئا منها سوى ما ذكرناه (٣) هاهنا.
ومن ذلك آية الإذن (٤) نحو قوله تعالى : (وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) [إبراهيم : ١١] وقد دللنا بأدلة العقول على أنه تعالى ليس بذي أعضاء ، وأنه لا يشبه الأشياء وأكدنا ذلك بمحكم الكتاب.
__________________
(١) القرطبي ١٥ / ١٧٦. والطبري مج ١٢ ج ٢٤ ص ٢٤.
(٢) ما بين القوسين زائد في (ب) و (ج) و (د) و (ه) و (ز).
(٣) في (ب) : سوى فيما ذكرناه.
(٤) في (ب) تعليقة جاء فيها : أما آية الإذن فإن كان استدل بها مستدل من المشبّهة فهو دليل على جهله وعدم معرفته باللغة ، لأن الإذن بكسر الهمزة ليس من معانيها الجارحة. ومثله لا يستحق أن يجاب عليه ، والشبهة في هذه الآية ونحوها للمجبرة ، وقد أجاب عليهم أئمتنا عليهمالسلام : منهم الإمام الناصر الأطروش عليهالسلام في البساط ص ١٥٤. كتبه المفتقر إلى الله مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي. حيث فسروا الإذن بالإرادة في قوله تعالى : (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) بالإرادة والمشيئة ، وأجاب عليهم العدلية بأن معنى الإذن في الآية العلم وهو من معانيها العربية كما ذكر ذلك الإمام الناصر في البساط ، وقد أشرت إليه في سيرته في شرح الزلف. وأما الجارحة فهي الأذن ـ بضم الهمزة ـ كما ورد في الكتاب العزيز : (وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ). والله تعالى الموفق. وفي هامش الأصل : أما آيات الإذن فلا ظاهر لها حتى يتعلق به المخالف لوجهين : لفظي ومعنوي ، أما اللفظي فالإذن بكسر الهمزة لا تطلق على الجارحة وإنما هي بضم الهمزة ، قال الله تعالى : (وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ). وأما المعنوي فلا معنى ؛ لأن تراد الجارحة في شيء من الآيات الثلاث لو فرضنا صحة إطلاق اللفظ عليها ، وهو ممنوع. أ. ه