لي شيطانا عند غضبي يعتريني فإذا رأيتموني مغضبا فاجتنبوني لئلا أوثر في إشعاركم وإبشاركم وهذا يدل على اعتراض الشيطان له إلخ.
وهذه الزيادة موجودة في النسخ المخطوطة وإنما أسقطت من النسخ المطبوعة ونحو هذا الدس على الكتاب كثير وإنما التعرض بها ينجر إلى الإسهاب وراجع في ذلك إلى تلخيص الشافي المذكور أيضا. (ص ٤١٥ ط ١)
اعلم أن هذا الكتاب الكريم أعني كشف المراد مع عظم شأنه في الكلام وإفصاحه عن حق المرام ، وكان دراسته طول قرون سائرة بين الأعلام ، ودائرة بين طالبي الإيقان من أهل الإسلام ، كأنه كاد أن يكون منسيا ، وينحى عن الكتب الدرسية منحيا ومرميا ، مع أنك لا تجد كتابا آخر في الكلام كان له بديلا ، فأقول لك قاطعا ليس هذا إلا لمكان فصول الإمامة فيه وقد توازرت أياد وازرة بأفواه منكرة وآراء فائلة على إنسائه فتبصر. وأنت ترى مؤلف الشرح القديم العامي الأصبهاني يصف التجريد أولا ثم يعزي المحقق الطوسي إلى العدول عن سمت الاستقامة في مباحث الإمامة وهذا ما أتى به في أول كتابه بألفاظه : وقد صنف فيه ـ يعني في علم أصول الدين ـ مصنفات شريفة ومختصرات لطيفة من جملتها المختصر الموسوم بالتجريد المنسوب إلى المولى الإمام المحقق ـ العلامة النحرير المدقق الحبر الفاخر والبحر الزاخر ، المكمل علوم الأولين أفضل المتقدمين والمتأخرين سلطان الحكماء المتألهين نصير الملة والحق والدين مطاع الملوك والسلاطين محمد الطوسي كساه الله جلابيب رضوانه وأسكنه أعلى غرف جنانه ، وهو صغير الحجم غريز العلم. يحتوي من الرقائق الأصولية على أسناها ، وينطوي من الحقائق العلمية على أجلاها يشتمل على بدائع شريفة وغرائب لطيفة لكن لغاية الإيجاز نازل منزلة الإلغاز فأشار إلي من طاعته فرض بأن أشرح له شرحا أحرر معاقده وأقرر قواعده وأشير إلى أجوبة ما أورد فيه من الشبهات خصوصا على مباحث الإمامة فإنه قد عدل فيها عن سمت الاستقامة وسميته بتسديد العقائد في شرح تجريد القواعد. انتهى ما أردنا من نقل كلامه ملخصا.
ثم إن الكتاب بشهادة جميع نسخه والتذكرة الرجالية موسوم بتجريد الاعتقاد فما ترى