المقدمة علي كف المراد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لمن لا نفاد لكلماته والصلاة على من شرف الصلاة بالصلاة عليه وآله تراجم آياته.
وبعد فمما هو مشهود ذوي البصائر والأبصار ، ولا يعتريه امتراء ولا إنكار ، أن كتاب تجريد الاعتقاد من مصنفات سلطان المحققين الخواجه نصير الدين الطوسي رضوان الله تعالى عليه أم الكتب الكلامية وإمامها ، وقد احتوى أصول مسائلها على أجمل ترتيب وأحسن نظام لم يسبقه أحد قبله ، ولم ينسج من جاء بعده على منواله بل كلهم عياله.
وأن كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد من مؤلفات العلامة على الإطلاق ، أدل شرح عليه كما هو أول شرح عليه وقد أنصف الفاضل الشارح القوشجي في قوله وأجاد : لو لا كشف المراد لما فهمنا مراد تجريد الاعتقاد.
هذا الذي نقلنا عن القوشجي هو من مسموعاتنا ولكن مؤلف الذريعة إلى تصانيف الشيعة قال في الجزء الثالث منه في عنوان تجريد الكلام (ص ٣٥٢ ج ٣) ما هذا لفظه : وعليه حواشي لا تحصى وشروح كثيرة فأول الشروح شرح تلميذ المصنف آية الله العلامة الحلي المتوفى سنة ٧٢٦ ـ إلى أن قال رضوان الله تعالى عليه : الثالث شرح الشيخ شمس الدين محمود بن عبد الرحمن أحمد العامي الأصفهاني المتوفى سنة ٧٤٦ ، قال في أوله : أن العلامة الحلي هو أول من شرحه ولو لا شرحه لما شرح هذا المتن انتهى فراجع.
وأقول لنا نسختان من هذا الشرح للأصفهاني إحداهما كاملة وتاريخ كتابتها ٨٩٠ ، والأخرى عادمة من أولها عدة أوراق وتاريخ كتابتها ٨١٦ وما وجدنا العبارة المذكورة في أوله ولعلها من كلام الشيخ شمس الدين محمد الأسفرايني البيهقي في شرحه عليه.
ثم إن ما حدا المحقق الطوسي على تحرير تجريد الاعتقاد يعلم بما أبانه هو نفسه في