وتصحيحات بما هو جدير وحقيق.
وثالثا : قد حصلت لنا بتوفيق الله سبحانه مرة بعد أخرى ، عدة نسخ مخطوطة عتيقة وغير عتيقة من التجريد وشروحه من كشف المراد وشرح الأصبهاني وشرح القوشجي والشوارق وغيرها فقد استفدنا منها لتصحيح الكتاب متنا وشرحا. ولكن لم يكن الكتاب بعد خاليا من الأغلاط والتحريف. وأما النسخ المطبوعة منه فكلها غير صالحة للاعتماد وقد طبع بعضها من بعض بالتقليد إلا أن بعضها أقل أغلاطا من الآخر من حيث الأغلاط المطبعية وهو كما ترى.
ورابعا : قد بلغ التصحيح كماله وطلع كالبدر المنير جماله بما أقدم مؤسسة النشر الإسلامي في دار العلم قم ـ زادهم الله تعالى توفيقا في إحياء آثار الغابرين لنشر المعارف الإلهية ـ إلى طبع هذا السفر الكريم وإعادة نشره على الوجه الوجيه والنهج القويم فقد بذلوا جهدهم لإنجازه وإنفاذه فهيئوا عدة نسخ نفيسة عتيقة جدا من خزائنها القيمة من المكاتب العامة ثم فوضوا ذلك الخطير إلى هذا الحقير فأصبح على وجه نرجو الله سبحانه أن يجعله مشكورا.
وتلك النسخ الآتي وصفها غير واحدة منها مصححة قراءة وقبالا ، وتنميق بعضها يحاكي عهد التأليف والآخر ينادي قرب العهد منه ، وكلها لسان واحد ناص على أن الكتاب متنا وشرحا قد ناله صرف الدهر فكأنما فعل به ما فعل بالكلام العجمي في تضاعيف العربي بقولهم عجمي فالعب به ما شئت.
فتبين لنا أولا : أن ما جرى في سالف الأيام على كشف المراد للطبعة الأولى ثم على منوالها تبعتها طبعات أخرى ، هو أن نسخة من التجريد كانت عباراته الوجيزة قد قيدت بكلمات وجمل كأنهما مأخوذتان من كشف المراد للتبيين والإيضاح فظن بها أنها نسخة أصيلة فجعلوها متنا فليس المتن في المطبوع من كشف المراد أي طبع كان متنا ناصعا بل الدخيل فيه ليس بأقل من الأصيل حتى أن المتن الذي آثره الأستاذ العلامة الشعراني روحي فداه في شرحه عليه ففي مواضع منه كلام ودغدغة.
وثانيا : أن كشف المراد لما كان إلى الآن وقد خلت من تأليفه قرون ، كتابا متداولا