وفي حديث معاوية «أنه كتب إلى ملك الروم : لأجعلنّ القسطنطينية البَخْرَاء حممة سوداء» وصفها بذلك لبُخَار البحر.
(بخس) (ه) في الحديث «يأتى على الناس زمان يستحل فيه الرّبا بالبيع ، والخمر بالنّبيذ ، والبَخْس بالزكاة» البَخْس ما يأخذه الولاة باسم العشر والمكوس ، يتأوّلون فيه الزكاة والصدقة.
(بخص) (ه) في صفته صلىاللهعليهوسلم «أنه كان مَبْخُوص العقبين» أى قليل لحمهما. والبَخْصَة : لحم أسفل القدمين. قال الهروى : وإن روى بالنون والحاء والضاد فهو من النّحض : اللحم. يقال نحضت العظم إذا أخذت عنه لحمه.
(ه) وفي حديث القرظى «في قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ ،) لو سكت عنها لَتَبَخَّصَ لها رجال فقالوا ما صمد؟» البَخَص بتحريك الخاء : لحم تحت الجفن الأسفل يظهر عند تحديق الناظر إذا أنكر شيئا وتعجّب منه. يعنى لو لا أن البيان اقترن في السّورة بهذا الاسم لتحيّروا فيه حتى تنقلب أبصارهم.
(بخع) (ه) فيه «أتاكم أهل اليمن هم أرقّ قلوبا وأَبْخَعُ طاعة» أى أبلغ وأنصح في الطاعة من غيرهم ، كأنهم بالغوا في بَخْع أنفسهم : أى قهرها وإذلالها بالطاعة. قال الزمخشرى : هو من بَخَعِ الذبيحة إذا بالغ في ذبحها ، وهو أن يقطع عظم رقبتها ويبلغ بالذبح البِخَاع ـ بالباء ـ وهو العرق الذى في الصّلب. والنّخع بالنون دون ذلك ، وهو أن يبلغ بالذبح النّخاع ، وهو الخيط الأبيض الذى يجرى في الرقبة ، هذا أصله ، ثم كثر حتى استعمل في كل مبالغة ، هكذا ذكره في كتاب الفائق في غريب الحديث ، وكتاب الكشّاف في تفسير القرآن ، ولم أجده لغيره. وطالما بحثت عنه في كتب اللغة والطبّ والتشريح فلم أجد البخاع ـ بالباء ـ مذكورا في شىء منها.
ومنه حديث عمر «فأصبحت يجنبنى الناس ومن لم يكن يَبْخَعُ لنا بطاعة».
(ه) ومنه حديث عائشة في صفة عمر رضى الله عنهما «بَخَعَ الأرض فقاءت أكلها» أى قهر أهلها وأذلّهم وأخرج ما فيها من الكنوز وأموال الملوك. يقال : بَخَعْتُ الأرض بالزراعة إذا تابعت حراثتها ولم ترحها سنة.