وفي حديث عليّ رضى الله عنه «أراد أن يغالط بما أَجْلَبَ فيه» يقال أَجْلَبُوا عليه إذا تجمّعوا وتألّبوا. وأَجْلَبَهُ : أعانه. وأَجْلَبَ عليه : إذا صاح به واستحثّه.
ومنه حديث العقبة «إنكم تبايعون محمّدا على أن تحاربوا العرب والعجم مُجْلَبَة» أى مجتمعين على الحرب ، هكذا جاء في بعض الروايات بالباء ، والرواية بالياء تحتها نقطتان ، وسيجىء في موضعه.
(ه) وفي حديث عائشة رضى الله عنها «كان إذا اغتسل من الجنابة دعا بشىء مثل الجُلَّاب فأخذ بكفّه» قال الأزهرى : أراه أراد بالجُلَّابِ ماء الورد ، وهو فارسى معرّب ، والله أعلم. وفي هذا الحديث خلاف وكلام فيه طول ، وسنذكره في حلب من حرف الحاء.
(س) وفي حديث سالم «قدم أعرابى بجَلُوبَةٍ فنزل على طلحة ، فقال طلحة : نهى النبى صلىاللهعليهوسلم أن يبيع حاضر لبادٍ» الجَلُوبَةُ بالفتح : ما يُجْلَبُ للبيع من كل شىء ، وجمعه الجَلَائِبُ. وقيل الجَلَائِبُ : الإبل التى تُجْلَبُ إلى الرّجل النّازل على الماء ليس له ما يحتمل عليه فيحملونه عليها. والمراد في الحديث الأوّل ، كأنه أراد أن يبيعها له طلحة. هكذا جاء في كتاب أبى موسى في حرف الجيم ، والذى قرأناه في سنن أبى داود «بحلوبة» وهى الناقة التى تحلب ، وسيجىء ذكرها في حرف الحاء.
وفي حديث الحديبية «صالحوهم على أن لا يدخلوا مكة إلّا بجُلْبَان السلاح» الجُلْبَانُ ـ بضم الجيم وسكون اللّام ـ : شبه الجراب من الأدم يوضع فيه السيف مغمودا ، ويطرح فيه الراكب سوطه وأداته ، ويعلّقه في آخرة الكور أو واسطته ، واشتقاقه من الجُلْبَة ، وهى الجلدة التى تجعل على القتب. ورواه القتيبى بضم الجيم واللام وتشديد الباء ، وقال : هو أوعية السلاح بما فيها ولا أراه سمّى به إلّا لجفائه ، ولذلك قيل للمرأة الغليظة الجافية جُلُبَّانَة ، وفي بعض الروايات «ولا يدخلها إلا بجُلُبَّان السلاح» : السيف والقوس ونحوه ، يريد ما يحتاج في إظهاره والقتال به إلى معاناة ، لا كالرّماح لأنها مظهرة يمكن تعجيل الأذى بها. وإنما اشترطوا ذلك ليكون علما وأمارة للسلم ؛ إذ كان دخولهم صلحا.
(س) وفي حديث مالك «تؤخذ الزكاة من الجُلُبَان» هو بالتّخفيف : حبّ كالماش ، ويقال له أيضا الخُلَّر.