العرب عنّا كما جِيبَت الرّحا عن قطبها» أى خرقت العرب عنّا ، فكنّا وسطا ، وكانت العرب حوالينا كالرّحا وقطبها الّذى تدور عليه.
(ه) وفي حديث لقمان بن عاد «جَوَّاب ليل سرمد» أى يسرى ليله كله لا ينام. يصفه بالشّجاعة ، يقال. جَابَ البلاد سيرا. أى قطعها.
(ه) وفيه «أنّ رجلا قال : يا رسول الله أىّ اللّيل أَجْوَبُ دعوة؟ قال : جوف اللّيل الغابر» أَجْوَب ، أى أسرع إِجَابَة. كما يقال : أطوع ، من الطّاعة. وقياس هذا أن يكون من جَابَ لا من أَجَابَ ؛ لأنّ ما زاد على الفعل الثّلاثى لا يبنى منه أفعل من كذا إلّا في أحرف جاءت شاذّة قال الزمخشرى : «كأنه في التّقدير من جَابَت الدّعوة بوزن فعلت بالضّم ، كطالت : أى صارت مُسْتَجَابَة ، كقولهم في فقير وشديد ، كأنّهما من فقر وشدد ، وليس ذلك بمستعمل. ويجوز أن يكون من جُبْتُ الأرض إذا قطعتها بالسّير ، على معنى أمضى دعوة ، وأنفذ إلى مظّانّ الإِجَابَة والقبول».
وفي حديث بناء الكعبة «فسمعنا جَوَاباً من السماء ، فإذا بطائر أعظم من النّسر» الجَوَاب : صوت الجَوْب ، وهو انقضاض الطائر.
(س) وفي حديث غزوة أحد «وأبو طلحة مُجَوَّب على النبى صلىاللهعليهوسلم بجحفة» أى مترّس عليه يقيه بها. ويقال للتّرس أيضا جَوْبَة.
(جوث) (س) في حديث التّلب «أصاب النّبىّ صلىاللهعليهوسلم جُوثَة» هكذا جاء في روايته. قالوا : والصواب خوبة وهى الفاقة ، وستذكر في بابها.
وفيه «أوّل جمعة جمّعت بعد المدينة بِجُوَاثَى» هو اسم حصن بالبحرين.
(جوح) (س) فيه «إنّ أبى يريد أن يَجْتَاح مالى» أى يستأصله ويأتى عليه أخذا وإنفاقا. قال الخطابى : يشبه أن يكون ما ذكره من اجْتِيَاح والده ماله أن مقدار ما يحتاج إليه في النّفقة شىء كثير لا يسعه ماله إلّا أن يَجْتَاح أصله ، فلم يرخّص له في ترك النّفقة عليه. وقال له : أنت ومالك لأبيك. على معنى أنه إذا احتاج إلى مالك أخذ منك قدر الحاجة ، وإذا لم يكن لك مال وكان لك كسب لزمك أن تكتسب وتنفق عليه ، فأمّا أن يكون أراد به إباحة ماله له حتّى يَجْتَاحَه ويأتى عليه إسرافا وتبذيرا فلا أعلم أحدا ذهب إليه. والله أعلم. والاجْتِيَاح من الجَائِحَة : وهى الآفة