أنهم كانت لهم أعمال في الجهاد مع النبى صلىاللهعليهوسلم ، فإذا غمدوا سيوفهم وتركوا الجهاد نقصوا أعمالهم.
ومنه حديث عمر رضى الله عنه «أن رجلا قال له : اتق الله ، فقال له رجل : أتَأْلِتُ على أمير المؤمنين» أى أتحطّه بذلك وتضع منه وتنقصه. قال الأزهرى : فيه وجه آخر هو أشبه بما أراد الرجل ، وهو من قولهم أَلَتَهُ يمينا أَلْتاً إذا حلّفه. كأن الرجل لمّا قال لعمر رضى الله عنه اتّق الله فقد نشده بالله. تقول العرب أَلَتُّكَ بالله لما فعلت كذا ، معناه نشدتك بالله. والأَلْتُ والأَلْتَةُ : اليمين.
(ألس) (ه) فيه «اللهم إنا نعوذ بك من الأَلْس» هو اختلاط العقل. يقال أُلِسَ فهو مَأْلُوس. وقال القتيبى : هو الخيانة ، من قولهم لا يُدَالِسُ ولا يوالس ، وخطّأه ابن الأنبارى في ذلك (١).
(ألف) (ه) في حديث حنين «إنى أعطى رجالا حديثى عهد بكفر أَتَأَلَّفُهُمْ» التَّأَلُّف المداراة والإيناس ليثبتوا على الإسلام رغبة فيما يصل إليهم من المال.
ومنه حديث الزكاة «سهم للمُؤَلَّفَةِ قلوبهم».
وفي حديث ابن عباس رضى الله عنهما «وقد علمت قريش أن أوّل من أخذ لها الإِيلَاف لهاشم» الإِيلَاف العهد والذّمام ، كان هاشم بن عبد مناف أخذه من الملوك لقريش.
(ألق) (ه) فيه «اللهم إنا نعوذ بك من الأَلْقِ» هو الجنون. يقال أُلِقَ الرجل فهو مَأْلُوق ، إذا أصابه جنون. وقيل أصله الأولق وهو الجنون ، فحذف الواو. ويجوز أن يكون من
__________________
(١) ذكر الهروى وجه الخطأ فقال «وقال ابن الأنبارى : أخطأ ؛ لأن المألوس والمسلوس عند العرب هو المضطرب العقل ، لا خلاف بين أهل اللغة فيه. قال المتلمس :
سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً |
|
وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ |
فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى |
|
برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ) |
جاء به ـ أى بالمألوس ـ بعد ضعف الرأى. ومعنى قولهم لا يؤالس : لا يخلط. قال الشاعر [الحصين بن القناع] :
سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً |
|
وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ |
فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى |
|
برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ) |
أى لا تخليط ، والسنوت ـ كتنور ـ : العسل.