(درب) (س) فى حديث أبى بكر رضى الله عنه «لا تزالون تهزمون الرّوم ، فإذا صاروا إلى التَّدْرِيبِ وقفت الحرب» التَّدْرِيبُ : الصّبر فى الحرب وقت الفرار. وأصله من الدُّرْبَة : التّجربة. ويجوز أن يكون من الدُّرُوبِ وهى الطّرق ، كالتّبويب من الأبواب : يعنى أن المسالك تضيق فتقف الحرب.
(س) ومنه حديث جعفر بن عمرو «وأَدْرَبْنَا» أى دخلنا الدَّرْبَ ، وكلّ مدخل إلى الرّوم دَرْبٌ. وقيل هو بفتح الراء للنّافذ منه ، وبالسّكون لغير النّافذ.
وفى حديث عمران بن حصين «فكانت ناقة مُدَرَّبَةً» أى مخرّجة مؤدّبة قد ألفت الركوب والسّير : أى عوّدت المشى فى الدُّرُوبِ فصارت تألفها وتعرفها فلا تنفر.
(درج) (ه) فى حديث أبى أيوب «قال لبعض المنافقين وقد دخل المسجد : أَدْرَاجَك يا منافق من مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم» الْأَدْرَاجُ : جمع دَرَجٍ وهو الطّريق : أى اخرج من المسجد وخذ طريقك الذى جئت منه. يقال رجع أَدْرَاجَهُ. أى عاد من حيث جاء.
(ه) وفى حديث عبد الله ذى البجادين ، يخاطب ناقة النبى صلىاللهعليهوسلم :
تعرّضى مَدَارِجاً وسومى |
|
تعرّض الجوزاء للنّجوم |
هذا أبو القاسم فاستقيمى |
الْمَدَارِجُ : الثّنايا الغلاظ ، واحدتها مَدْرَجَةٌ ، وهى المواضع التى يُدْرَجُ فيها : أى يمشى.
وفى خطبة الحجاج «ليس هذا بعشّك فَادْرُجِي» (١) ، أى اذهبى ، وهو مثل يضرب لمن يتعرّض إلى شىء ليس منه ، وللمطمئنّ فى غير وقته فيؤمر بالجدّ والحركة.
(س) وفى حديث كعب «قال له عمر : لأىّ ابنى آدم كان النّسل. فقال : ليس لواحد منهما نسل ، أما المقتول فَدَرَجَ ، وأما القاتل فهلك نسله فى الطّوفان» دَرَجَ أى مات.
(س) وفى حديث عائشة «كنّ يبعثن بِالدِّرَجَةِ فيها الكرسف» هكذا يروى بكسر الدال وفتح الراء. جمع دُرْجٍ ، وهو كالسّفط الصّغير تضع فيه المرأة خفّ متاعها وطيبها. وقيل : إنّما هو بِالدُّرْجَةِ تأنيث دُرْجٍ. وقيل إنما هى الدُّرْجَة بالضم ، وجمعها الدُّرَجُ ، وأصله شىء يُدْرَجُ :
__________________
(١) فى الفائق ٣ / ٢٣١ : ليس أوان عشك فادرجى