(س ه) وفيه «رُدُّوا السائل ولو بظِلْف محرق» أى أعطوه ولو ظلفا محرقا ، ولم يُرِد رَدَّ الحرمان والمنع ، كقولك سلّم فَرَدَّ عليه : أى أجابه.
وفى حديث آخر «لا تَرُدُّوا السّائل ولو بظلف محرق» أى لا تَرُدُّوهُ رَدَّ حرمانٍ بلا شىء ، ولو أنه ظلف.
(س) وفى حديث أبى إدريس الخولاني «قال لمعاوية : إن كان داوى مرضاها ، ورَدَّ أولاها على أخراها» أى إذا تقدّمت أوائلها وتباعدت عن الأواخر لم يدعها تتفرّق ، ولكن يحبس المتقدّمة حتى تصل إليها المتأخّرة.
(س) وفى حديث القيامة والحوض «فيقال إنهم لم يزالوا مُرْتَدِّينَ على أعقابهم» أى متخلّفين عن بعض الواجبات ، ولم يرد رِدَّة الكفر ، ولهذا قيّده بأعقابهم ، لأنه لم يَرْتَدَّ أحد من الصحابة بعده ، وإنما ارْتَدَّ قوم من جفاة الأعراب.
وفى حديث الفتن «ويكون عند ذلكم القتال رَدَّة شديدة» هو بالفتح : أى عطفة قوية.
(ه س) وفى حديث ابن عبد العزيز «لا رِدِّيدَى فى الصّدقة» رِدِّيدَى بالكسر والتشديد والقصر : مصدر من رَدَّ يَرُدُّ ، كالقتّيتى (١) والخصّيصى ، المعنى أن الصّدقة لا تؤخذ فى السّنة مرتين ، كقوله عليه الصلاة والسلام «لا ثنى فى الصّدقة».
(ردع) فى حديث الإسراء «فمررنا بقوم رُدْعٍ» الرُّدْعُ : جمع أَرْدَعَ ، وهو من الغنم الذى صدره أسود وباقيه أبيض. يقال تيس أَرْدَعُ وشاة رَدْعَاءُ.
(ه) وفى حديث عمر «إنّ رجلا قال له : رميت ظبيا فأصبت خششاءه ، فركب رَدْعه فمات» الرَّدْعُ : العنق : أى سقط على رأسه فاندقّت عنقه. وقيل ركب رَدْعَهُ : أى خرّ صريعا لوجهه ، فكلما همّ بالنّهوض ركب مقاديمه. قال الزّمخشرى : الرَّدْعُ هاهنا اسم للدّم على سبيل التّشبيه بالزّعفران ، ومعنى ركوبه دمه أنه جرح فسال دمه فسقط فوقه متشحّطا فيه. قال : ومن
__________________
(١) القتيتى : النميمة.