ومنه الحديث «أنه اطّلى حتى إذا بلغ الْمَرَاقَ ولى هو ذلك بنفسه».
(ه) وفى حديث الشّعبى «سئل عن رجل قبّل أمّ امرأته ، فقال : أعن صبوح تُرَقِّقُ؟ حرمت عليه امرأته» هذا مثل للعرب. يقال لمن يظهر شيئا وهو يريد غيره ، كأنه أراد أن يقول : جامع أمّ امرأته فقال قبّل. وأصله : أنّ رجلا نزل بقوم فبات عندهم ، فجعل يُرَقِّقُ كلامه ويقول : إذا أصبحت غدا فاصطبحت فعلت كذا (١) ، يريد إيجاب الصّبوح عليهم ، فقال بعضهم : أعن صبوح تُرَقِّقُ : أى تعرّض بالصّبوح. وحقيقته أنّ الغرض الذى يقصده كأنّ عليه ما يستره ، فيريد أن يجعله رقيقا شفّافا ينمّ على ما وراءه. وكأن الشعبى اتّهم السائل ، وأراد بالقبلة ما يتبعها فغلّظ عليه الأمر.
وفيه «وتجىء فتنة فَيُرَقِّقُ بعضها بعضا» أى تشوّق بتحسينها وتسويلها.
(رقل) فى حديث عليّ رضى الله عنه «ولا يقطع عليهم رَقْلَة» الرَّقْلَةُ : النخلة الطويلة ، وجنسها الرَّقْلُ ، وجمعها الرِّقَالُ.
ومنه حديث جابر فى غزوة خيبر «خرج رجل كأنّه الرَّقْلُ فى يده حربة».
[ه] ومنه حديث أبى حثمة «ليس الصّقر فى رءوس الرَّقْلِ الراسخات فى الوحل» الصّقر : الدّبس.
(س) وفى حديث قسّ ذكر «الْإِرْقَال» وهو ضرب من العدو فوق الخبب. يقال أَرْقَلَتِ الناقة تُرْقِلُ إِرْقَالاً ، فهى مُرْقِلٌ ومِرْقَالٌ.
ومنه قصيد كعب بن زهير :
فيها على الأين إِرْقَالٌ وتبغيل
(رقم) (ه) فيه «أتى فاطمة فوجد على بابها سترا موشّى فقال : ما أنا والدنيا والرَّقْمَ» يريد النّقش والوشى ، والأصل فيه الكتابة.
ومنه الحديث «كان يزيد فى الرَّقْمِ» أى ما يكتب على الثياب من أثمانها لتقع المرابحة عليه ، أو يغترّ به المشترى ، ثم استعمله المحدّثون فيمن يكذب ويزيد فى حديثه.
__________________
(١) زاد الهروى : «أو قال : إذا صبحتمونى غدا فكيف آخذ فى حاجتى».