(ه) وفى حديث الصّبية المفقودة «قالت : فحملنى على خافية من خوافيه ثم دوّم بى فى السُّكَاكِ» السُّكَاكُ والسُّكَاكَةُ : الجوّ ، وهو ما بين السماء والأرض.
ومنه حديث عليّ «شقّ الأرجاء وسَكَائِكَ الهواء» السَّكَائِكُ : جمع السُّكَاكَةِ ، وهى السُّكَاكُ ، كذؤابة وذوائب.
(سكن) قد تكرر فى الحديث ذكر «الْمِسْكِين ، والْمَسَاكِين ، والْمَسْكَنَة ، والتَّمَسْكُن» وكلها يدور معناها على الخضوع والذّلة ، وقلّة المال ، والحال السّيئة. واسْتَكَانَ إذا خضع. والْمَسْكَنَةُ : فقر النّفس. وتَمَسْكَنَ إذا تشبّه بِالْمَسَاكِينِ ، وهم جمع الْمِسْكِينِ ، وهو الذى لا شىء له. وقيل هو الذى له بعض الشّىء. وقد تقع الْمَسْكَنَةُ على الضّعف.
(ه) ومنه حديث قيلة «قال لها : صدقت الْمِسْكِينَةُ» أراد الضعف ولم يرد الفقر (١).
(ه) وفيه «اللهمّ أحينى مِسْكِيناً ، وأمتنى مِسْكِيناً ، واحشرنى فى زمرة الْمَسَاكِين» أراد به التّواضع والإخبات ، وأن لا يكون من الجبّارين المتكبّرين.
(ه) وفيه «أنه قال للمصلى : تبأّس وتَمَسْكَنْ» أى تذلّل وتخضّع ، وهو تمفعل من السكون. والقياس أن يقال تسكّن وهو الأكثر الأفصح. وقد جاء على الأوّل أحرف قليلة ، قالوا : تمدرع وتمنطق وتمندل (٢).
(س) وفى حديث الدّفع من عرفة «عليكم السَّكِينَةُ» أى (٣) الوقار والتّأنى فى الحركة والسير.
(س) وفى حديث الخروج إلى الصلاة «فليأت وعليه السَّكِينَة».
وفى حديث زيد بن ثابت «كنت إلى جنب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فغشيته السَّكِينَة» يريد ما كان يعرض له من السّكون والغيبة عند نزول الوحى.
(ه) وحديث ابن مسعود «السَّكِينَةُ مغنم وتركها مغرم» وقيل أراد بها هاهنا الرّحمة.
__________________
(١) قال الهروى : «وفى بعض الروايات أنه قال لقيلة : «يا مِسْكِينَةُ عليك السَّكِينَةَ». أراد : عليك الوقار.
يقال : رجل وديع ساكن : وقور هادئ» اه. وانظر لهذه الرواية اللسان.
(٢) من المدرعة والمنطقة والمنديل. والقياس : تدرّع وتنطق وتندّل.
(٣) فى ا واللسان : والوقار.