وأُولاءِ وهاؤلُاءِ يُشار به الى كلِّ جمْعٍ مذكَّرا كان أو مؤنَّثا مما يَعْقِل ومما لا يَعْقِل قال جرير
ذُمّ المَنازِلَ بعد مَنْزِلةِ اللِّوَى |
|
والعَيشَ بعد أولئِكَ الأيَّامِ |
وقال بعض الاعراب
يا مَا أُمَيْلِحَ غِزْلانًا شَدَنَّ لَنَا |
|
من هؤلَيَّائِكُنَّ الضَّالِ والسَّمُرِ |
فجاء بأُولاءِ للأيام وللضالِ والسَّمُر ويقال هذانِ ولا يُضافُ هذانِ واللَّذانِ وغيرُهما من المبهَم ولا تسقُط النونُ للاضافة ويقال ذانِ أيضا مثل هذانِ واللَّذانِ وفيه وجْه آخَرُ وذلك أن الذى يقُول في الواحد ذلك فيُدخِل اللامَ للزِّيادة والبُعْد يقول في التثنية ذانِّك والذى يقول ذَانِك في الواحد يقول ذَانِك في التثنية وكلُّ ما جاءَ في التنزيلِ فهو باللام وحكَى ابنُ السكيت أُولَالِك بمعنى أُولئِك
ما جاء في الذى وأخواتِها من اللُّغات
الَّذِى عِند البصريين أصله لَذٍ مثلُ عَمٍ لزِمتْه الألفُ واللامُ فلا تُفارقَانِه ويُثَنَّى فيُقال اللَّذانِ واللَّذَيْنِ على حدِّ ما يقال في غيره من الأسماءِ القابِلة للتَّثْنية ويجمَعُ فيقال الَّذِينَ في الرفع والَّذين في الخفْض والنَّصْب على حدِّ الأسماء التامَّة (١) فأما الألف واللامُ اللَّتانِ في الذى فزعم الفارسىُّ أنها زائدةٌ توهُّما وقِيَاسا منهم وهو صحيح ولم يَجْعَلْ تعرُّفَ الَّذِى بالألف واللام ولكن بالصِّلَة ولو كان الَّذى انما حصَل له التعرِيفُ من أجل الألفِ واللامِ لا بالصِّلَةِ لوجَب أن تكون مَنْ وما الموصولَتانِ نَكِرتيْنِ لأنَّه لا ألِفَ ولامَ فيهما وان كان الظاهرُ من كلامِ سيبويه غيْرَ ما ذهب اليه الفارِسىُّ وذلك أن سيبويه قال في باب الحِكاية في آخِر أبوابِ ما لا يَنْصَرِف ولو سَمَّيت رجُلا الَّذِى لم يجُزْ أن تنادِيَهُ وإنما مَنَع سيبويه ذلك لأن الألف واللام المَعرِّفةَ لا يَجْتَمِع مع النِّداء لأنهما كِلَاهما معَرِّف فلا يجتَمِع تعريفانِ فنتجَ من ذلك أن اللام في الذى معرِّفةٌ ليست زائدةً فقد ألزم أبو على نفسَه هذه الحجَّة ثم انفصل منها بما أذكُره لك وذلك أنه قال ان قال قائِلٌ ان اللام في الذى معرِّفةٌ لا زائدةٌ بدليل مَنْع سيبويه مِن نِدائِه اذا سمِّى به فامَّا أن تقولَ إنها زائدة فتدَع قولَ سيبويه إنَّها
__________________
(١) قوله ويجمع فيقال الذين في الرفع الخ يظهر أن هنا سقطا ووجه الكلام أن يقال ويجمع فيقال الذين في كل حال وبعضهم يقول اللذون في الرفع الخ تأمل