بهذا الكتاب لطُوله* قال سيبويه* وقد حدَّثنا من لا نَتَّهِمُ أنه سمِع من العرب من يقولُ رُوَيْدَ نفسِه جعله مصدَرا بمنزلة ضَرْبَ الرقابِ وعَذِيرَ الحَىِّ ونظيرُ الكاف فى رُوَيْد في المعنى لا في اللفظ لَكَ التى تجىءُ بعد هَلُمَّ في قولك هَلُمَّ لك فالكاف ههنا اسمٌ مجرور باللام والمعنى في التوكيد والاختصاص بمنزلة الكاف التى في رُوَيْد وما أشبهها كأنه قال هَلُمَّ ثم قال إرادتِى هذا لكَ فهو بمنزلة سَقْيًا لك وإن شئتَ هَلُمَّ لى بمنزلة هاتِ لِى* أبو عبيد* خاءِ بِكَ علينا وخاءِ بِكُما وخاءِ بكم ـ أى اعْجَلْ وأنشد
* بِخاءِ بِكَ الْحَقْ يَهْتِفُونَ وحَيَّهَلْ*
وكذلك للمؤنَّث* ابن دريد* كلمةٌ للعرَب يقولونَ للرجُل عند إمكانِ الأمْرِ والاغراءِ به هَيْسِ هَيْسِ وتقول هَيْكَ وهَيِّكَ ـ أى أسْرِعْ فيما أنتَ فيه* وقال* جمَالَكَ أن تفعَلَ كذا ـ أى لا تَفْعَلْه والزَمِ الأمرَ الاجمَل
ومما يُؤْمر به من المبنِيَّاتِ قولُهم
هاءَ يا فَتَى ومعناه تَناوَلْ ويفتحُون الهمزة ويجعلون فتحَها عَلَم المذكَّر كما تقول هاك يا فتَى فتجعل فتحةَ الكافِ علامَة المذكَّر ويُصَرِّفُونها تصريفَ الكافِ في للتثنِيَة والجمعِ والمؤنَّث ويقولون للاثنين المذكَّرين هاؤُمَا وللجميع هاؤُمُوا وهاؤُمْ قال الله تعالى (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) وللمؤنثة الواحدةِ هاءِ يا امرأةُ بهمزةٍ مكسورة بغير ياء ولجماعة المؤنَّث هاؤُنَّ يا نِسْوةُ وهى أجودُ اللُّغات وأكثَرُها وبها جاء القرآنُ ومنهم من بقول للرجل هاءِ يا رجل على وزن عاطِ يا رجل والاصل هاءِىْ بالياء ومثاله من الفعل فاعلْ كما تقول قاتِلْ يا رجل وسقطت الياءُ للأمْر ومثله هاتِ يا رجُل وتتصرف كما تتصرف هاتِ تقول للاثنين هائِيَا كما تقول هاتِيَا وللجماعة المذكَّرِين هاؤُا كما تقول هاتُوا وللمرأة هاءِى يا مَرْأةُ وللجماعة من النساء هائِيْنَ يا نِسوةُ فأما ما يروى أن علِيًّا رضى اللهُ عنه قال* أفاطِمَ هاءِ السيْفَ غَيْرَ مُذَمَّمِ * فيحتمل أن يكون من هذه اللُّغة وسقطتِ الياءُ منها لمجِىء اللامِ الساكنةِ بعدها ومنهم من يقول هاكَ يا رجُل وهاكُمَا يا رجلانِ وهاكُمَا يا مرأتانِ وهاكُمُوا يا رجالُ وهاكُمْ وهاكِ يا مَرْأةُ وهاكُنّ يا نِسوةُ ومنهم من يقول هَأْ يا رجلُ وهَا يا رجلانِ كما تقول طَأْ يا رجُل وطَا