على أربعةٍ فقليل كقولهم حَتَّى وأمَّا ولكِنْ الخفيفة ولعَلَّ وكقولهم إمَّا في العطف وإلَّا في الاستِثْناء* وما جاء على خمسة أقلُّ مما جاء على أربعة نحو لكِنَّ مشدّد ولا يعرف في الخمسة غيرها ونحن آخذونَ الآنَ في تفسير معانِى هذه الحروفِ اذ قد بيّنا قوانينَها في العِدَّة
شرح الواو
فأما ما يكونُ قبل الحرف الذى يُجَاء به له فالواوُ اذا لم تكُنْ بَدلا من الحرف الجار لزمته الدلالة على الاجتماع كلُزُوم الفاءِ الدلالةَ على الاتْباع وهى مع ذلك تجىءُ على ضربَيْن أحدُهما أن تَأتِىَ دالةً على الاجتماع متَعرِّيةً من معنى العطف في نحو ما حكاه النحويون من قولهم ما فعلتَ وأباكَ وقوله تعالى (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ) وقول الشاعر
كونُوا أنتُمُ وبَنِى أبِيكُم |
|
مَكانَ الكُلْيتيْنِ من الطِّحالِ |
وجميعُ ما ذكره سيبويه في هذا الباب وما يتصل به قال أبو على أبو الحسن لا يَطْرُده وسيبويه يطْرُدُه والآخَر أن تأتى عاطفةً مع دِلالتها على الاجتِماع في نحو مررت بزيدٍ وعمرٍو فهذا الضَّرْبُ يُوافق الاوّلَ في الدِّلالة على الجمْع ويُفارقُه في العَطْف لأن الواو هناك لم تُدخِل الاسمَ الاخِر في إعراب الاوّلِ كما فعلَتْ ذلك في الباب الثانى فاذا كان كذلك علم أن المعنَى الذى يُخَصُّ به الواوُ الاجْتماعُ ويدلُّك على أنها غيْرُ عاطِفة في الباب الاوّل وأنها فيه للاجتماع دُونَ العطف أنها لا تخلُو عاطفةً من أحد أمرين إما أن تَعطِف مُفْرَدا على مفرد فتُشْركه في اعرابه وإمّا أن تعطف جملةً على جملةٍ وليس لها في العطف قِسم ثالث فبَيِّنٌ أن الاسم بعد الواو في قولهم ما فَعلتَ وأبَاك وجميع البابِ الذى يسمَّى المفعولَ معه غيْرُ معطوف على ما قبلَه لأنه غير داخل معه في جِنسِيَّة اعرابه وانما هو معمول الفِعل الذى قبل الواو بتوسُّط الواو كما أن المستثنَى منتصبٌ عن الجملة التى قبل الّا بتوسُّط إلا عند سيبويه ومن تابعه فبَيّن اذًا أن الاسمَ المفرَد المنتصبَ بعد الواو غيرُ معطوفٍ على ما قبلها لمُفارَقته إيَّاه في اعرابه ولا هو جملة فتكونَ الواو عاطفةً جملةً على جملة فعُلِم أن الواو في هذا