الابل الذى يُنْضِيه السَّفَر ويَهْزِلُه ومَنْ قال أَناص جعله جمعَ نَصِىٍّ والنَّصِىُّ ـ الرَّطْب من الحَلِىِّ ـ وهو نَبْت تأكُله الابِلُ وجمَع النصِىَّ على أنْصاءٍ ثم جمع أنْصاءً على أنَاصٍ وهذا ضَعيفٌ لأنه قال من جَزِيز الحَمْضِ والنصِىُّ ليس من الحَمْض فأما قولُهم أَبَاعِرُ فقد ذكر أبو على أنه من بابِ حَدِيثٍ وأحادِيثَ في الشُّذُوذ* ثم قال مرة* هو من باب أَيَادٍ وأَسَاقٍ كأنَّه بَعِير وأبْعِرة وهذا قولٌ حسَن فأما أَكَارِعُ فقد قيل إنه جَمْع أَكْرُع* وحكى سيبويه* أنه جمْعُ كُرَاع فهو اذًا من بابِ حَدِيثٍ وأَحَادِيثَ وليس من هذا البابِ وقد جعَل أبو عبيد في كتاب الأمثال قولَهم «أجْنَاؤُها أبْناؤُها» من شاذِّ الجمع* قال* هو جمعُ جانٍ وبانٍ
باب ما يُجْمَع من المذَكَّر بالتاء
لأنه يصِيرُ الى التأنيث اذا جُمِع
فمنه شئٌ لم يكَسَّر على بِناءِ من أبْنِية الجمع فجُمِع بالتاء اذ مُنِع ذلك* وذلك قولك سُرَادِقٌ وسُرَادِقَات وحَمَّام وحَمَّامَات وإيوانٌ وإيوَانَاتٌ ومنه قولهم جَمَلٌ سِجَلْ وجِمَال سِبَحْلاتٌ ورِبَحْلات وجِمَال سِبَطْراتٌ وقالوا جُوَالِقٌ ولم يقُولوا جُوَالِقات وقالوا عِيَرَات حين لم يُكَسِّروها على بِناءٍ يُكَسَّر عليه مثلُها فأما جُوَالِقٌ فلم يجمَعْ بالألف والتاء حنين قالوا جَوَالِيقُ والمؤنَّث الذى لا علامةَ فيه يَجْرِى هذا المَجْرَى كقولهم فِرْسِنٌ وفَرَاسِنُ ولم يقولوا فِرْسِناتٌ حِينَ قالوا فَرَاسِنُ وكذلك خِنْصِر وخَنَاصِرُ وقالوا سِجِلٌّ وسِجِلَّات* قال أبو على* انما يجمَع بالألفِ والتاء ما لم يكسَّرْ ليكونَ ذلك كالعِوَض من التكسير فأمَّا ما كُسِّر فلا حاجةَ بنا الى جَمْعه بالألف والتاءِ وقالوا أَهْل وأَهْلاتٌ وان كانوا قد قالوا أهَالٍ لأنهم قد توهَّمُوا به أهْلةً وأنشد سيبويه
فهُمْ أَهَلاتٌ حَوْلَ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ |
|
إذا أدْلَجُوا باللَّيْل يَدْعُونَ كَوْثَرَا |
وهذا قَطْع أبِى على فأما قولُ غيره فقال قد يكَسَّر الشىءُ ويجْمَع بالألف والتاء كقولهم بُوَانٌ وبُوَاناتٌ وشِمَال وشِمَالاتٌ وكأنَّ هذا أسبقُ