وأما المَسْرُبة ـ وهو الشَّعَر المَمْدود في الصَّدْر وفي السُّرَّة فبمنْزِلة المَشْرُقَة لم تُرِدْ مصدَرا ولا موضِعا للفِعْل وانما هو اسم مَخَطِّ الشَّعَر الممْدُود في الصدر وكذلك المَأْثُرَة والمَكْرُمة والمأدُية وقد قال قوم مَعْذُرة كالمَأْدُبة ومنه فنَظِرَةٌ الى مَيْسُرَة وقد أنكر الاخفش قراءة قرئت «فَنَظِرة الى مَيْسُرِهِ» لأنه ليس في الكلام مفعُل على ما ذكرناه* ويجىءُ المِفْعَل اسمًا كما جاء في المَسْجِد وانتكِب وذلك المِطْبَخُ والمِرَبَد وكلُّ هذه الأبْنِيَة تقَع اسما للتى ذكَرْنا من هذا الفُصُول لا لمصدَر ولا لمَوْضِع عَملٍ
هذا باب ما كان من هذا النحوِ من بَناتِ الياءِ والواوِ
التى الياءُ فيهِنَّ لامٌ
فالمَوْضِعُ والمصدَر فيه سواءٌ لأنَّه معتَلٌّ وكانَ الألِفُ والفتحُ أخَفَّ عليهم من الكَسْرةِ مع الياء ففَرُّوا الى مَفْعَل وقد كَسَرُوا في نحو مَعْصِيَة ومَحْمِيَة* ولا يَجِىءُ مكسورًا أبدا بغير الهاءِ لأن الاعرابَ فيما لا هاءَ فيه يَقَع على الياءِ ويلحَقُه الاعتِلالُ فصار هذا بمنزِلة الشَّقاءِ والشَّقاوةِ تَثْبت الواوُ مع الهاءِ وتُبْدَل مع ذَهَابِها يريد أن الشَّقَاء أصلُه الشَّقَاو وقَعَت الواوُ طَرَفا بعد ألِفٍ واسْتُثْقِل الاعرابُ عليها فقُلِبَتْ همزة فاذا كان بعدَها هاءٌ يقَع الاعرابُ عليها جاز أن لا تُقْلَب كالشَّقاوةِ فكذلك مَعْصِيَة ومَحْمِيَةٌ لا يجىءُ الا بالهاءِ اذا بنَيْتَه على مَفْعِل والبابُ فيه مَفْعَل مثل المَرْمَى والمَقْصَى وما أشبه ذلك وبنَاتُ الواو أوْلَى بذلك والمَدْنَى* وذكر الفراء* أنه قد جاء في ذلك مَأْوِى الابِلِ وذكر غيرُه مَأْقِى العينِ والذى ذكر مَأْقِى العين غالِطٌ عندى لأن الميم أصلِيَّة في قولنا مَأْقٌ وأمْئاقٌ ومُوقٌ وأمْواقٌ
هذا بابُ ما كانَ من هذا النحوِ من بَناتِ الواوِ التى
الواوُ فيهنَّ فاءٌ
فكلُّ شئٍ من هذا كان فَعَلَ فان المصدَر منه والمكانَ والزَّمانَ يُبْنَى على مَفْعِل وذلك