* وهل يَنْعِمَنْ مَنْ كانَ في العُصُر الخالِى*
وقال
واعْوَجَّ عُودُكَ من لَحْوٍ ومِنْ قِدَمٍ |
|
لا يَنْعِمُ الغُصْنُ حتى يَنْعِمَ الورَقُ |
وقال الفرزدق
وكُومٍ تَنْعِمُ الأضْيافَ عَيْنًا |
|
وتُصْبِح في مَبَارِكها ثِقَالا |
والفتحُ في هذه الأفعال أجودُ وأقيسُ يعنى حَسِبَ يَحْسَب ويَئِس يَيْئَس ويَبِسَ يَيْبَسُ ونَعِمَ يَنْعَم وحكى أبو على نَجِدَ ينْجِد ـ اذا عَرِق والأعرفُ الفَتْح وقد جاء في الكلام فَعِل يَفْعُل وذلك في حرفين وهما فَضِل يَفْضُل ومِتَّ تَمُوت وفَضَلَ يَفْضُلُ ومُتَّ تَمُوتُ أقيسُ وقد ذكرت فيما مضَى عن غير سيبويه حَضِر يَحْضُر بشاهدِه من الشعر* قال سيبويه* وقد قال بعضُ العربِ كُدْتَ تَكادُ فقال فَعُلْت تَفْعَلُ فكما تَرك الكسْرةَ كذلك تَركَ الضمَّةَ وهذا قول الخليل وهو شاذٌّ من بابِه أى فكما تَرَك كسرةَ كِدْتَ كذلك تَرَك ضَمَّة مُتَّ* قال* فكما شَرِكَتْ يَفْعُلُ يَفْعَل كذلك شرِكْت يَفْعَل يَفْعُل وهذه الحروف من فَعِل يَفْعِلُ الى منتَهى الفَصْل سواءٌ يعنى سواء في الشُّذُوذ ومعنى قوله فكما شَرِكتْ يَفْعُل يَفْعَل كذلك شَرِكت يَفْعَل يَفْعُل اما شَرِكة يَفْعُل يَفْعَل فقولهم فَضِل يَفْضُل وكان القياس ان يقال يَفْضَل وشركة يَفْعَل يفْعُل أنهم قالوا كُدْت تَكَاد وكان القياس أن يُقال تَكُود كما تقول قُلْت تَقُول
هذا بابُ ما جاء من المَصادِر وفيه ألفِ التأنِيثِ
وذلك قولُك رَجَعْتُه رُجْعَى وبَشَرْته بُشْرَى وذَكَرتُه ذِكْرَى واشْتكَيْت شَكْوَى وأفْتيْته فُتْيَى وأعْداه عَدْوَى والبُقْيَا ومعنى البُقْيا الْابْقاء على الشىءِ تقول ما عِنْد فلانٍ بُقْيَا على فلانٍ ـ أى لا يُبْقِى عليه في مكرُوه وغيرِ ذلك قال الشاعر
فما بُقْيَا علَىَّ تركْتُمانِى |
|
ولكِنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبَالِ |
* قال* فأما الحُذْيَا ـ فالعَطِيَّة والسُّقْيَا ـ ما سقَيْت والدَّعْوَى ـ ما ادَّعيْتَ وقد قال بعض العرب اللهم أشْرِكْنا في دَعْوَى المسلِمين وقال بِشْر بن النِّكْث