وأَصْبِيَة لأن غُلاما فُعَال مثل غُراب وصَبِىّ فَعِيل مثل قَفِيز وبابهما في أدْنَى العَددِ أفْعِلةٌ كأغْرِبةٍ وأقْفِزةٍ فرُدّ في التصغِيرِ الى البابِ ومن العرب من يُجْريه على القياس فيقول صُبَيَّة وغُلَيْمة قال الراجز
صُبَيَّةً على الدُّخَانِ رُمْكَا |
|
ما إن عَدَا أصغَرُهم أنْ زَكَّا |
زَكَّ يَزِكُّ ـ اذا قارَبَ الخَطْؤَ* وقال المبرد* انَّما هو ما إن عَدَا أكْبَرُهم أن زَكَّا كانّ المعنى يوجِب ذلك لأنه أراد تصْغِيرهم فاذا كان أكْبَرُهم بلَغ الى الزَّكِيك من المَشْى فَمنْ دُونهُ لا يقدِر على ذلك
بابُ شَواذِّ الجمْع
من ذلك قولُهم عَرَوضُ وأعَارِيضُ وحَدِيثٌ وأحَادِيثُ وقَطِيع وأَقَاطِيعُ وباطِلٌ وأَباطِيلُ ومَدِيح وأَمَادِيحُ ووَادٍ وأَوَادِيَةٌ على ذلك جمعه الشاعرُ (١) فقال
* وأقْطَعُ الأبحُرَ والأَوَادِيهْ*
جَمع وادِيًا على أَوْدِيَةٍ ثم جَمع أوْدِيةً على أوَادٍ كأسقِيةٍ وأَسَاقٍ وألْحقَ الهاءَ في أفَاعِلَ عِنْد أبى العَبَّاس أحمدَ بنِ يحْيَى للوَقْف وعند أبِى علِىٍ على حَدِّ إلحاقِها في أَفْعلِة
ومن شاذِّ الجمع عِنْد بعض اللغَوِيِّين سِوَار وسُوَار وأَساوِرُ وهو عِند حُذَّاق النحوييِّن سيبويه فَمنْ دُونَه جمعُ جمعٍ كأسْقِية وأَساقٍ يقال سِوَار وأَسْوِرة ثم يكَسَّر على أَساوِرَ وقد أوضحْت هذا وأبنْتُه ولم يحكِ أحدٌ أن بعض اللغويين قال إنَّه من شاذِّ الجمعِ غيْرَ أبى على فانه حكاه ورَدّه
ومن الشاذِّ تكسيرهُم فَعْلا على فُعُل وذلك قولهم سَحْلٌ وسُحُل قال الشاعر
كالسُّحُلِ البِيضِ جَلَا لَوْنَها |
|
سَحُّ نِجَاءِ الحَمَلِ الأسْوَلِ |
وقالوا سَقْفٌ وسُقُف ورَهْنٌ ورُهُنٌ وفي التنزيل «فَرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ» * قال أبو على* فان قال قائل فَهلَّا أجَزْت أن يكونَ رَهْن كُسِّر على رِهَانِ ثم كُسِّر رِهَانٌ على رُهُن قيل له ليس كلُّ جمعٍ يُجمَع وإنما يَثْبُت من ذلك ما أثُرِ عن العرَب وقد صرَّح سيبويه بذلك حين قال وليس كل جمْع يجمَع كما أنَّه ليس كلُّ مصدَر يجمع ألا تَرَى أنك لا تجمَع العِلْم ولا الفِكْر ولا النَّظَر
__________________
(١) قوله وأوادية على ذلك جمعه الشاعر الخ) الذى في اللسان وأوداية واستشهد بالشعر ثم قال قال ابن سيده وفي بعض النسخ والاوادية قال وهو تصحيف لان قبله أما تريني رجلا اه كتبه مصححه