شِهْدَ ولِعْبَ تسكن العين كما أسكنتها في عَلْمَ وتَدَعُ الاول مكسورا لانه عندهم بمنزلة ما حركوا فصار كأول إِبِل سمعناهم ينشدون هذا البيت هكذا للاخطل
إِذَا غابَ عَنَّا غابَ عَنَّا فُرَاتُنا |
|
وانْ شِهْدَ أَجْدَى فَضْلُه وجَدَاولُهْ |
ومثل ذلك نِعْمَ وبِئْس انَّماهما فَعِلَ قال المفسر لهذا الباب قد قدمنا قبل هذا أن ما كان على فَعِلَ وثانيه حرف من حروف الحلق ففيه أربع لغات منها فِعْلَ وهو الذى أراد سيبويه في هذا الموضع أن شِهْدَ ولِعْبَ جاء على أصله لو حُرِّك معناه أنه جاء شِهِدَ ولِعِبَ ثم أسكن من أجل ذلك ومثل ذلك غُزْىَ الرجلُ لا تُحَوِّل الياء واوا لانها انما خُفِّفت والأصل عندهم التحريك وأن تُجْرَى ياء كما ان الذى خَفَّفَ الأصلُ التحركُ عنده وأن يُجْرِىَ الاول في خلافه مكسورا وأصلُ غُزِىَ غُزِوَ لأنه من الغَزْوِ انقلبت الواو ياء لانها طَرَفٌ وقبلها كسرة فكأن قائلا قال اذا سَكَّنا الزاى وجب أن تَعُود الواو لأن العلة التى كانت تَقْلِبها ياءً قد زالت* قال سيبويه* هذا التخفيف ليس بواجب ولا هو بناءٌ بُنِىَ عليه اللفظُ في الأصل وانما هو عارض كما أن الذى يقول عَلْمَ وكَرْمَ في عَلَمِ وكَرُمَ الاصل عنده عَلِمَ وكَرُمَ وان خَفَّفَ والدليل على ان الأصل هذا أنه لو جَعَلَ الفعلَ لنفسه لقال عَلِمْت وكَرُمْت فَرَدُّوا البناء الى أصله فاعرف ذلك
باب أسماء المصادر التى لا يُشْتَقُّ منها أفعال
* أبو عبيد* هو رَجُلٌ بَيِّنُ الرُّجُولةِ وراجِلٌ بَيِّنُ الرِّجْلةِ وحُرٌّ بَيِّنُ الحُرِّيَّة والحُرُورِيَّة ورجلٌ غِرٌّ وامرأة غِرَّةٌ بَيِّنةُ الغَرَارة مِنْ قومٍ أَغِرَّاءَ ورجلٌ ظَهِيرٌ بَيّنُ الظَّهَارة وهو ـ القَوِىُّ وامرأة حَصَانٌ بَيِّنة الحَصَانةِ والحُصْنِ وفَرَسٌ حِصَانٌ بَيِّنُ التَّحَصُّن* قال أبو على* غَلِطَ أبو عبيد في ادخاله امرأة حَصَان تحت هذه الترجمة لانه يقال حَصُنَتِ المرأة* أبو عبيد* حافر وَقَاحٌ بَيِّن الوَقَاحة والوَقَح والقِحَة والقَحَة ورجلٌ عِنِّين بين العِنِّينَة وقد عُنِّنَ عن امرأته وصَرِيحٌ بَيِّن الصَّرَاحة والصُّرُوحة وفَرَسٌ ذَلُولٌ بَيِّن الذُّلِّ وذَلِيلٌ بَيِّنُ الذُّلِّ والذِّلَّة ومَعْتُوهٌ بَيِّنُ العَتْه والعَتَه أيضا وجارِيَةٌ بَيِّنة الجَرَايَةِ والجَرَاء وجَرِىٌّ بَيِّن الجَرَايةِ ـ وهو الوَكِيلُ وفلانٌ طَرِيفٌ