هذا بابُ ما يكون مَفْعَلةٌ لازمةً له الهاءُ والفتحةُ
وذلك اذا أردت أن يكثُرَ الشىءُ بالمكانِ والباب فيه مَفْعَلَة وذلك قولك مَسْبَعةٌ ومَأْسَدَة ومَذْأبَةٌ ـ اذا أردتَ أرضًا كَثُر بها السِّباعُ والأسْد والذِّئابُ* قال سيبويه* وليس في كل شئٍ يُقال هذا يعنى لم تَقُل العربُ في كل شئٍ من هذا فان قِسْت على ما تكَلَّمت به العربُ كان هذا لَفْظَه* قال سيبويه* ولم يجيئُوا بنظيرِ هذا فيما جاوَزَ ثلاثةَ أحرف من نحو الضِّفْدَع والثَّعْلَب كراهيةَ أن تَثْقُل عليهم ولأنهم قد يستَغْنُون بان يقولوا كثيرةُ الثَّعالِبِ ونحو ذلك وانما اختَصُّوا بها بناتِ الثلاثة لخِفَّتها ولو قلت من بَناتِ الاربعة على قولك مَأْسَدَة لقُلْت مُثَعْلَبة لأنَّ ما جاوَزَ الثلاثةَ يكون نظيرُ المَفْعَل منه بمنزِلة المَفْعُول يريد أن لفْظ المصدَر والمكانِ والزَّمانِ الذى في أوَّله الميمُ زائدةٌ فيما جاوَزَ ثلاثةَ أحرفٍ يجىءُ على لفظ المفْعُول سواءًا وفي الثلاثةِ على غيرِ لَفْظ المَفْعُول ألا تَرَى أنك تقُول في الثلاثة للمصْدَر والمَضْرَب والمَقْتَل وللمَفْعول مَضْرُوب ومَقْتُول وتقول فيما جاوَزَ الثلاثةَ المُقاتَل في معنَى القِتَال والمُسَرَّح في معنَى التَّسْرِيح والمُوَقَّى في معنى التَّوقِيَةِ ولفظُ المفعُول أيضا كذلك تقول قاتَلْت زيدا فهو مُقَاتَلٌ وسَرَّحته فهو مُسَرَّح ووَقَّيْتُه فهو مُوَقًّى وقالوا على ذلك أرْضٌ مُثَعْلَبة وأرْضٌ مُعَقْرَبة ومن قال ثُعَالةُ قال مَثْعَلَة لأن ثُعَالةَ من الثُّلاثِىِّ والألف زائدة وقال أرْضٌ مَحْيَاةٌ* وقال غيره* هى واوٌ* وقال صاحب العين* أرضٌ محواة وقال رَجُلٌ حَوَّاءٌ ـ صاحبُ حَيَّات وفي ذلك دليلٌ على أن عين الفِعْل واوٌ
هذا بابُ ما عالَجْت به
نذكُر في هذا الباب ما كانَ في أوَّله ميمٌ زائدةٌ من الآلات فالباب في ذلك اذا كانَ شئٌ يُعالَجُ به ويُنْقَل وكان الفِعْل ثُلاثِيًّا أن تكونَ المِيمُ مكسُورةً ويكونَ على مِفْعَلٍ أو مِفْعَلَةٍ ورُبَّما جاء على مِفْعالٍ وقد تجتَمِع اللُّغتانِ في شئٍ واحدٍ قالوا مِقَصٌّ للذى يُقَصُّ به ومِحْلَب للِاناءِ الذى يُحْلَب فيه ومِنْجَلٌ ومِكْسَحَةٌ ومِسَلَّة