ومما يُقال بالهمز مرَّةً وبالياء مما ليْس باوَّل
* أبو عبيد* ناوَأت الرجُلَ وناوَيْته ـ يعنى ناهَضْتُه وهاوَأْتُه وهاوَيْتُه معناه كالاول ولم يُفَسَّرْه ودارَأْته ودارَيْته هذه حِكايتُه والمعروف دارَأْته ـ دافعْتُه ودارَيْتُه ـ لايَنْته ورَفَقْت به من قوله «فان كُنْتُ لا أَدْرِى الظِّباء» وقد تقدم البيتُ* وقال* احْبَنْطَأْتُ واحْبَنْطَيتُ واجْلَنْظَأْت واجْلَنْظَيْت واطْلَنْفَأْتُ لا غيْرُ* وقال* الرِّئْبالُ ـ هو الأسَدُ يُهْمَز ولا يُهْمَز ولم يَحْكِ أحدٌ هذا غَيْرُ أبى عبيد اللهمَّ الا أن يكونَ على التخفيف الذِى ليس ببَدَلِىّ انتهت أبوابُ الهمز
وأذكُر الآنَ شيأ من المُعاقَبةِ
وأُرى كيْفَ تَدْخُل الياءُ على الواوِ والواوُ على الياءِ من غيْر عِلَّةٍ إمَّا لمُعاقَبةٍ عِنْد القَبِيلة الواحدةِ من العرَب وإمَّا لافْتِراق القَبِيلتين في اللُّغَتيْن فأمَّا ما دخَلْت فيه الواوُ على الياءِ والياءُ على الواو لعِلَّة فلا حاجةَ بنا الى ذِكْره في هذا الكتابِ لأنَّه قانونٌ من قَوانِينِ التصريفِ* قال الاصمعى* سألتُ المفَضَّل عن قول الأعشَى
لَعْمِرى لمَنْ أمْسَى من القومِ شاخِصَا |
|
لقد نالَ خَيْصا من عُفَيرةَ خائِصَا |
فقلت ما معنى خَيْصا خائِصًا فقال أُرَاه من قولهم فلانٌ يُخَوِّص العطاءَ في بَنِى فلانٍ ـ أى يقَلِّله فكأنَّ خَيْصا شئٌ يسيرٌ ثم بالغَ بقوله خائِصًا كما قالُوا مَوتٌ مائِتٌ قلت له فكانَ يجبُ أن يقُولَ لقد نالَ خَوْصا اذ هو من قولهم هو يُخَوِّصُ العَطاءَ فقال هو على المُعاقَبة وهى لُغة لأهل الحِجَاز وليستْ بمُطَّرِدةٍ في لُغَتهم وأنا أذكُر منها بحسَب ما يحضُرنى ان شاء الله* قال ابن السكيت* أهلُ الحجاز يُسمُّون الصَّوَّاغ الصَّيَّاغَ* قال* ويقولون المَيَاثِر والمَوَاثِر والمَوَاثِق والمَيَاثِق وأنشد الأعرابى
حِمًى لا يُحلُّ الدَّهْر الا باذْنِنَا |
|
ولا نَسْألُ الأقوامَ عَقْد المَيَاثِقِ |
ويقال هو المُتَأَوِّب والمُتَأَيِّب وشَيَّطَه وشَوَّطَه وقد دَوَّخُوا الرجلَ ودَيَّخُوه وقد فادَ يَفُود ويَفِيدُ في الموت وقالوا ما أَدْرِى أىُّ الجَرادِ عارَه وقالوا في المُستقبَل يَعُورُه ويَعِيرُه* غيره* وكذلك عارَ يَعِيرُ ويَعُور ـ اذا ذَهَبَ ههُنا وههُنا ويقال غرْتُ