ومِصْفَاة ومِخْيَطٌ وقد يَجِىءُ على مِفْعال نحو مِقْراضٍ ومِفْتاحٍ ومِصْباحٍ* وقالوا المِفْتَح كما قالُوا المِخْرَز وقالوا المِسْرَجَة كما قالوا المِكْسَحَة* وقد جاء منه خَمسة أحرُفٍ بضم الميمِ قالوا مُكْحُلة ومُسْعُط ومُنْخُل ومُدُقٌّ ومُدْهُن لم يذهَبُوا بها مَذْهَب الفِعْل ولكنها جُعِلت اسْمَاء لهذه الأوْعِيةِ كما جُعِل المُغْفُور والمُغْثُور والمُغْرُود والمُعْلُوق وهذه أربعةُ أحرفٍ جاءتْ على مُفْعُول ولا نظيرَ لها في كلام العرب وليست مأخوذة من فِعْل فعلى ذلك جَرَت مُكْحُلة والأربعةُ التى معها أما المَغْفُور والمَغْثُور فلِضَرْب من الصَّمْغ الذى يقَع على الشجَر وفيه حَلاوةٌ والمُغْرُود ـ ضرْب من الكَمْأة والمُعْلُوق ـ المِعْلاق* وزعم الفارسى* أن كل مِفْعَل فهو مُقَصَّر من مِفْعال كما أن كل افْعَلَّ مُقَصَّر من افْعالَّ ولذلك صحَّت العين في القَبِيليْنِ فقالوا مِخْيَط واعْوَرَّ اذ كانَا في نِيَّة مِخْياط واعْوَارَّ
هذا بابُ نظائِرِ ما ذكَرْنا مما جاوَزَ بَناتِ الثلاثةِ
بزِيادةٍ أو غيْرِ زيادةٍ
فالمَكانُ والمصدَر يُبْنَى من جميعِ هذا بِناءَ المفعُول وكان بِناءُ المفعُول أولَى به لأنّ المصدَرَ مفْعُول والمكانَ مَفْعُول فيه فيَضَمُّون أوَّله كما يَضُمُّون المفعُولَ لأنه قد خرَج من بناتِ الثلاثةِ فيُفْعَل بأوّله ما يُفْعَل بأوّل مَفْعُوله كما أنّ أوّلَ ما ذكرتُ لك من بَناتِ الثلاثةِ كأوّل مفعُوله مفتوحٌ أعنِى أن اشتراكَ المَصدَر والمكانِ والمَفْعُول في وُصُول الفِعل اليهِنّ ونصْبِه إيَّاهُنّ يُوجِب اشتراكَهُن في اللَّفْظ فيجب أن يكُونَ بِناءُ المصدَر الذى في أوّله الميم وبِناءُ الزمانِ والمَكانِ كبِناءِ المفعُول فيما جاوَزَ ثلاثةَ أحْرُف وجُعِل في الثلاثة علامةُ المفعُول واوًا قبْلَ آخِره كواو مَضْرُوب وانما منَعَ أن تجْعَل قبل آخِرِ حرفٍ من مفعُول فيما جاوَزَ الثلاثةَ واوًا كواو مَضْروب أنّ ذلك ليس من كلامِهم ولا ممَّا بَنَوْا عليه يعنى زِيادةَ الواو قبل آخر مفعُول فيما جاوَزَ الثلاثةَ ولأن ذلك يَثْقُل أيضا فيما يكْثُر حُرُوفُه وأبنِيتُه أخفُّ يَقولون للمَكان هذا مُخْرَجُنا ومُدْخَلُنا ومُصْبَحُنا ومُمْسانا وكذلك اذا أرَدْتَ المصدَر قال أميَّة بن أبى الصَّلْت